“سأقود سيارتي بنفسي”، هو عنوان الحملة التي أطلقت على موقع “فيسبوك” لدعوة النساء السعوديات لقيادة سياراتهن يوم الجمعة السابع عشر من حزيران/يونيو 2011وقد انتشرت تلك الدعوة وأيضا انتشر السجال حولها على مختلف مواقع الشبكات الاجتماعية.

اختارت مجموعة من الناشطات السعوديات يوم الجمعة السابع عشر من حزيران/يونيو2011 لدعوة النساء لقيادة سيارتهن في المملكة العربية السعودية البلد الوحيد في العالم الذي ما زال يمنع النساء من قيادة السيارات.
فقد انطلقت قضية المطالبة بحق المرأة في قيادة السيارات في السعودية بعد اعتقال منال الشريف التي كانت تقود سيارة عائلتها في مدينة الخبر.
وكانت قد نشرت شريط فيديو على موقع يوتيوب تظهر فيه تقود السيارة و تطالب بحق المرأة في القيادة .
و بدأت بعد ذلك المحاولات المختلفة لناشطات حاولن قيادة سيارتهن في مختلف مناطق المملكة و تم توقيفهن أيضا و في موازاة ذلك بدأت الدعوات لإطلاق المجموعات الداعمة أو المناهضة لهذه الحملة على مختلف مواقع الشبكات الاجتماعية التي يطلق عليها اليوم اسم الإعلام الاجتماعي .
فنجد المجموعات الداعمة ك Women2Drive أو “كلنا منال الشريف” أو “من حقي أسوق ” و “حقي بقيادة سيارتي بالإضافة طبعا لمجموعة “سأقود سيارتي بنفسي” .
كذلك شهد فضاء الانترنت حملات دعم من النساء من العالم لمساندة الناشطات السعوديات في مطالبهن .
كما شهد الإعلام الاجتماعي أيضا إطلاق مجموعات عديدة مناهضة لحق المرأة بالقيادة و الدعوة إلى ضربها إن قامت بقيادة السيارة “كحملة العقال يوم 17 يونيو لعدم قيادة المرأة” بالاضافة إلى غيرها من الدعوات التي انتشرت أيضا على موقعي تويتر و يوتيوب
فما هو الدور الذي لعبه الإعلام الاجتماعي أو الإعلام الجديد كمساحة تعبير للنساء في المملكة و الدور الذي يلعبه في التعبئة و التحفيز للحملة الداعمة لحق المرأة في القيادة في المملكة العربية السعودية؟
عن هذا الدور تقول الكاتبة و الصحافية الدكتورة بدرية البشر:
“لولا وجود هذه الوسائل لما وجدت هذه الحملة. أصبحت اليوم شبكات التواصل الاجتماعي وسيلة في التعامل اليومي للشبان والشابات في السعودية.
نسبة كبيرة من الشباب تقوم بفتح الكومبيوتر منذ الصباح وتقرأ الصحف والبريد الالكتروني و الأخبار المنتشرة وتستعمل “اليوتيوب” و”الفيس بوك” و”تويتر”. يعني أن الشباب يتعاطى مع معارفه الجديدة ومع الثقافة عبر هذه الوسائل. وبالتالي أعتقد أنه لا يوجد شاب او شابة في السعودية مهما كان مستواه الاجتماعي والاقتصادي والتعليمي ألا ويتعاطى مع هذه المفردات الجديدة. وسائل التواصل الاجتماعي حشدت الكثير من المستخدمين بحيث أصبح الجمهور واسعا و الوقت مختصرا.
و تضيف الدكتورة بدرية البشر “أعتقد أن هذه الوسائل كان لها دور كبير في خلق ثقافة متجانسة بين الشباب الذكور والإناث. فكل هذه المعطيات الجديدة لم يكن بالإمكان أن تظهر على السطح لولا وجود شبكات التواصل الاجتماعي يوميا وهي التي كشفت أيضا “المستور” الذي لم يكن ظاهرا قبل 20 سنة.
كانت المثقفات في السعودية تستعمل الصحف التي هي تحت الرقابة الرسمية و لا تستطع الحديث مثلا عن شيء يمكن أن يصطدم بالخط الأحمر.
الفضاء الشاسع لشبكات التواصل الاجتماعي الذي هو بعيد عن قبضة الرقابة، استطاع أن يكشف للمجتمع ولادة وعي جديد لدى الشبان و الشابات خاصة اللاتي تردن التعبير بأنفسهن عن حاجاتهن الأساسية.
برزت في هذه الحملات المرأة أكثر مما برز الرجل لأن المرأة، حسب نظري، تفتقد بشكل أعمق لحاجاتها الأولية. ”
وتتوالى منذ بداية فجر يوم الجمعة ،مع بدأ حملة القيادة، الرسائل و الصور على مختلف الشبكات الاجتماعية التي تنقل صور و أخبار قيادة بعض النساء للسيارات في السعودية.
و بالرغم من هذه الاستثناءات ،أود الإشارة إلى أن أكثر من ناشطة سعودية اعتذرن عن التحدث لإذاعة مونت كارلو الدولية عن هذه الحملة و عن كيفية استخدامهن لمواقع الإعلام الاجتماعي للدعوة لحق المرأة في القيادة في المملكة العربية السعودية.