ليل الأحد – الإثنين6 يوليو2015 فوجئ رواد موقع “تويتر” بتغريدات تعلن إختراق واحدة من أكبر شركات القرصنة وبرمجيات المراقبة والترصد في العالم، ألا و هي شركة Hacking Team الإيطالية التي تحولت بدورها إلى شركة مخترقة وبياناتها وأسرارها تكشف للعالم.التفاصيل مع نايلةالصليبي.
© CSO Online
إختراق شركة “هاكينغ تيم” الإيطالية، واحدة من أكبر شركات القرصنة و الترصد و التتبع وبرمجيات المراقبة في العالم، فضحت تجسس الدول على مواطنيها. و تحول اسمها ولو لبعض الوقت بعد إختراق حسابها على موقع “تويتر” إلى أي Hacked Team “الفريق المخترق” مرفقاً بتعليق: “بما أنّه ليس لدينا ما نخفيه… ننشر وثائقنا”.
Hacking Team صنفتها منظمة “
مراسلون بلا حدود ” من بين الشركات العدوة للإنترنت وحرية التعبير، إذ تزود الدول والحكومات والمؤسسات الأمنية بأنظمة التجسس على المواطنين. والأدوات التي تنتجها هذه الشركة، تم ربطها في وقت سابق باختراقات وعمليات تجسس.
كيف يُعقل أن تتعرض للإختراق إحدى أكبر الشركات وأشرسها من الشركات المتخصصة بتقنيات الإختراق والقرصنة المراقبة. وتُسرب على الإنترنت وثائقها ورسائلها الكترونية وملفاتها والشيفرة المصدرية لبرمجياتها ومراسلاتها مع دول ومؤسسات أمنية .
وكشفت الوثائق المسربة بملفات تورينت بحجم
400 غيغابايت عن لائحة بالدول التي تتعامل
Hacking Team معها من بينها بعض الدول العربية كمصر، والمغرب، والسودان، والبحرين، وعمان، والسعودية، والإمارات .
بالإضافة إلى إثيوبيا، ونيجيريا، ، وتشيلي، وكولومبيا، والإكوادور، وهندوراس، والمكسيك، وبانما، والولايات المتحدة، وسنغافورة، وكوريا الجنوبية وتايلاند، وأذربيجان، وكازخستان، وماليزيا، ومنغوليا، وأوزبكستان، وفيتنام، وأستراليا، وقبرص، وجمهورية التشيك، وألمانيا، والمجر، وإيطاليا، ولكسومبورغ، وبولندا، وروسيا، وإسبانيا، وسويسرا.
كما كشفت الوثائق المسربة تلاعب الشركة مع القوانين الدولية ، فقد نفت الشركة مرارا إنها لا تتعامل مع الأنظمة القمعية،والتي تحظر الأمم المتحدة بيع الأسلحة لها كالسودان مثلا.
ونقل موقع
CSO online، الذي كشف تفاصيل الإختراق ،عن حساب “
تويتر”لخبير أمن المعلومات
كريستوفر سوغيوان إن البلدان التي ظهرت في تعاملات شركة
Hacking Team الأخيرة هي:
لبنان، كوريا الجنوبية، كازاخستان،
السعودية، عُمان، وقدعقدت صفقات بملايين اليورو لشراء أنظمة تتبع و مراقبة وإختراق وابرزها أخر نظام الترصد “
Galileo“
كذلك من أبرز أنظمة الإختراق و الترصد التي تطورها
Hacking Team نظام التحكم عن بعد
Remote Control System الذي يحمل إسم “
DaVinci” فهو قادر على خرق البريد الإلكتروني والملفات وبروتوكولات الإنترنت.
تشير إحدى الوثائق إلى أن الشركة باعت نظام مراقبة RCS لشركة GNSEالمصرية عام 2012 مقابل 58 ألف يورو. كما تشير وثيقة أخرى إلى أنHacking Team طلبت من عملائها في لبنان ومصر استخدام خدماتVPN في ألمانيا والولايات المتحدة الأمريكية.
وتكشف وثيقة أخرى أن الحكومة الإثيوبية ” إشترت “أنظمة التحكم عن بعد” وأجهزة عالية التقنية ومعدات اتصال وذلك عقب وفاة رئيس الوزراء الإثيوبي ميليس زيناوي بثمانية أشهر.
كما أوضحت الملفات أن بعض الدول مثل تركيا والمؤسسات الحكومية مثل وزارة الدفاع الأمريكية تم إدراجها على أنها “أصبحت غير فعالة” أو أنتهى التعامل معها من جانب الشركة الإيطالية،غير أن وكالة مكافحة المخدرات الأمريكية لا تزال تتعامل معها. وكشفت الوثائق أيضًا أن مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي كان قد كان ما زال متعاقدا مع الشركة حتى 30 يونيو/حزيران 2015.
وفورا بعد أنتشار خبر إختراق
Hacking Team قامت حملة واسعة على المواقع الإجتماعية، للكشف عن الوثائق ونشرها، دعى خبير الأمن
خليل صحناوي من
krypton security على حسابه
“بلغريم” على “
تويتر” إلى نشر وسم
على أوسع نطاق .#IsHackingTeamAwakeYet.
ونفت الشركة الإيطالية هذه المعلومات وردّت على وسم “بيلغريم” بتهديدات عبر حساب “تويتر” لأحد موظفيها كريستيان بوتزي، الذي غرد قائلا :”نحن يقظون، و المسؤولون عمّا حصل سيلقون عقابهم… نحن نعمل مع الشرطة حالياً“.
وحذر بوتزي إلى أن ملف تورنت الذي يحتوي الوثائق ما هو إلا فيروس، ليطلب من المتابعين عدم الضغط عليه وعدم نشره… ومن ثم عطل أو مسح بوتزي حسابه عن موقع “تويتر.”
من “ويكيليكس” إلى “أنونيموس” يكشف مجهولون هشاشة العالم الرقمي ويفضحون من يحملون راية الشفافية والديمقراطية وحماية حرية التعبير .
فكيف سيتعامل العالم و الصحافيين مع زمن ما بعد “ويكيليكس” و زمن الإختراقات والتسريبات.
وتحققت نبؤة الخبير الإعلامي جيف جارفيس الذي صرح إثر تسريبات “ويكيليكس” الأولى أن السلطة انتقلت من يد الذين يمتلكون الأسرار إلى يد الذين يفتحون المجال لكشفها .و يختم جيف جارفيس بالقول :” “ويكيليكس” جعلنا ندرك أنه ما من سر في مأمن … بعد اليوم “.