تعود نايلة الصليبي إلى آلية التحذير التي أطلقها موقع “تويتر”، أواسط ديسمبرالعام الماضي، لتنبيه المستخدمين في حال تعرضت حساباتهم “لاستهداف من جهات مدعومة من إحدى الدول“. ومنذ ذلك الحين … الصمت، “الصمت المريب“
“نحيطكم علما على سبيل الاحتياط بأن حسابكم على تويتر هو جزء من مجموعة صغيرة من الحسابات التي ربما قد تعرضت لاستهداف من جهات مدعومة من إحدى الدول”.
هذه الجملة المحذرة هي بداية
الرسائل التحذير التي بعثها، أواسط ديسمبر/كانون الأول 2015 ، موقع التدوين المصغر
“تويتر” لعدد قليل من مستخدميه في العالم ،منها على شكل رسائل خاصة أو كبريد إلكتروني .
لم تتوفر حتى اليوم إي معلومة دقيقة عن عدد المستخدمين المعنيين بهذه المسألة في العالم لكن يبدو أنه قليل.
أعلنت شركة “تويتر” ، أواسط ديسمبر/ كانون الأول 2015، مشكورة، انها وضعت قيد التنفيذ آلية لإعلام المستخدمين إن تعرضت حساباتهم لمحاولات “إختراق من جهات مدعومة من دول” . في إعلانه عن هذه الآلية لم يوضح “الموقع الإجتماعي” ما هي طبيعة هذه الإختراقات ولم يحدد بوضوح ما مدى هذه الإختراقات وما هي تبعاتها؟ وأكتفى بالإشارة لهؤلاء المستخدمين عن إمكانية حدوث عملية إختراق وتوجب عليهم أخذ الحيطة والحذر…
في فرنسا، من مجموع مستخدمين موقع
“تويتر” الذي يبلغ عددهم 2.3 مليون مستخدم، 3 مستخدمين فقط، تلقوا رسائل تحذير. و يبدو أن هذه الحسابات مرتبطة بأفراد ناشطين في
تقنيات التشفير. أما في العالم فهنالك أكثر من
300 مليون مستخدم لموقع التدوين المصغر ووصلت رسائل تحذير في شهر ديسمبر لـ15 مستخدم فقط ؟ و يبدو أيضا أن الحسابات المعنية بهذا التحذير تابعة لناشطين او لمستخدمين عاديين يستعملون أنظمة تشفير وبالتحديد شبكة
TOR.
فبعد موجة رسائل التحذير هذه لم تقدم شركة “تويتر” أو وسائل الإعلام إي شرح أومعلومات إضافية عن طبيعة هذه الهجمات وكيفية عمل آلية التحذير وما هي الشروط التي يميز و يصنف بها “العصفور الأزرق “خطورة هذه الهجمات ؟ وما هي الآدوات التي تستخدم لكشف وتحديد مصادر وماهية الإختراقات؟
فهذا الصمت مريب، علما أن شركة “تويتر” ليست شركة الإنترنت الوحيدة التي أعلنت عن آلية التحذير هذه ،“غوغل”، “فيسبوك” ومؤخرا “مايكروسوفت”، جميعها أعلنت أنها ستعلم المستخدمين إن تعرضوا للإستهداف من جهات مدعومة من إحدى الدول.
نعلم جميعا أن كل وكالات التجسس في العالم تراقب و تتّبع كل ما ينشر على
“تويتر” وغيره من شبكات إجتماعية . فما الهدف من هذا النوع من الخدمات ؟ علما أن في إطار العمليات التي تقف وراءها جهات حكومية كعمليات و
كالة الأمن القومي الأمريكية فإن الصمت هو المفروض على شركات الإنترنت .
وإذا كانت هذه التنبيهات الصادرة عن شركات الإنترنت الكبرى تبقى في شكل إنذارات بسيطة دون الخوض في التفاصيل، من المرجح أن تفقد هذه الآلية أي إهتمام و أي أهمية.
السؤال يبقى، ما الهدف إذا من هذه الإعلانات وما هو الملاذ القانوني الذي يمكن أن يلجأ له المستخدم في حال إستلامه هذا النوع من التحذيرات . و هل يتعلق الأمر بتحذير أم بإنذارات ؟
أسئلة لم تجب بعد عنها شركة “تويتر” و لا غيرها من شركات الإنترنت. لذا قام عدد من المستخدمين اللذين وصلتهم رسائل التحذير ، دون أي معلومات إضافية ، بنشر عريضة إلكترونية على الشبكة تطالب شركة “تويتر” بالشفافية و ما هي تبعات هذه الخدمة.
للتذكير كان سبق لشركة
“تويتر” أن حذرت مستخدميها إزاء انتهاكات محتملة للأمن الالكتروني في
فبراير 2013 حين حذرت 200 ألف مستخدم
لتويتر من تعرض كلمات السر وعناوين البريد الإلكتروني للقرصنة.
نايلة الصليبي