نصائح وأدوات لتفادي برمجيات التجسس والمراقبة التي تزرعها الحكومات ووكالات الاستخبارات في أجهزة الكمبيوتر والهواتف الذكية

تتوالى عمليات تسريب المعلومات عن التجسس والمراقبة وغيرها على مدى الأيام والسنوات. فبتنا نعرف اليوم أن ليس فقط المنظمات الحكومية والمؤسسات المالية التي تتعرض للتجسس، بل أيضا الأفراد. تقترح نايلة الصليبي بعض النصائح والأدوات لتفادي برمجيات التجسس والمراقبة التي تزرعها الحكومات ووكالات الاستخبارات في أجهزة الكمبيوتر والهواتف الذكية.

نعرف اليوم أن ليس فقط المنظمات الحكومية والمؤسسات المالية التي تتعرضللتجسس بل أيضا الأفراد والصحافين والمنظمات غير الحكومية والأقليات الدينية والإتنية والناشطين السياسيين وناشطي حقوق الإنسان والمعارضين السياسيين، وهم الهدف الأول لمراقبة وكالات الاستخبارات التي تستخدم تقنيات وأدوات معلوماتية متطورة جدا، تتيح لهم قراءة محتويات البريد الإلكتروني وتشغيل الـ”ويب كام ” والميكروفون عن بعد وتسجيل المحادثات أو مراقبة ما يجري في مكان وجود جهاز الكمبيوتر أو أجهزة الهاتف الذكية المحمولة وأيضا رصد ومراقبة المحادثات والاتصالات من  برامج الدردشة وسرقة الملفات والبيانات المحفوظة في مختلف الأجهزة والتقاط صورة عن سطح مكتب جهاز الكمبيوتر كل هذه الأمور . تحدثت عنها مرارا في  برنامج “إي ميل”مونت كارلو الدولية  وقبل تسريبات “ويكيليكس” .
هنا أعود وأشدد وأتوجه للفرد العادي مستخدم التكنولوجيا من عدم الخضوع للقلق والخوف من التجسس والترصد إن أستخدمنا التقنيات الحديثة بأسلوب واعي يساعدنا على الحفاظ على الأمن الرقمي أقترح عليكم بعضا من تلك النصائح التي من بينها على سبيل المثال وضع رمز مرور معقد لتفعيل الهاتف. ولمواجهة سرقة البيانات في الهاتف من دون سرقته عن طريق التنصت والاختراق، أنصح بتشفير أوتعمية بيانات الجهاز أو تشفير جهاز الهاتف الذكي بكامله وهو أمر متاح في اعدادات الأجهزة ومن خلال تطبيقات مخصصة.
للحفاظ على بياناتكم من تشفير برمجيات الفدية على المستخدم نسخ في مكان آمن كل البيانات المحفوظة في أجهزته ويشفرها ويحتفظ بنسخة أو بنسخات من المحتوى مشّفرة في أماكن مختلفة وفي أجهزة غير متصلة بشبكة الإنترنت، والأفضل أن يتفادى حفظ البيانات الحساسة في جهاز الهاتف أو في جهاز الكمبيوتر اللوحي. ويستحسن مسح البيانات الخاصة والهامة من الأجهزة المحمولة إذ في حال تمت سرقة الهاتف فإن الجهة التي تستولي على الجهاز تضع اليد على كل المعلومات من صور وملفات صوتية أو فيديو أو بيانات عالية السرية ويصبح المستخدم مكشوفا وعرضة لمختلف أنواع الأخطار والابتزاز.
هذا وتتوفر مجموعة كبيرة من البرامج وتطبيقات تشفير وتعمية للاتصالات الهاتفيةOstel: Encrypted Phone Calls وأيضا تطبيقات لتعمية اتصالات الصوت والفيديو عبر الإنترنت Encrypted Video and Voice Over IP كـ Linphone
وللذين يستخدمون البريد الإلكتروني لتبادل البيانات الهامة يمكن استخدام تطبيق proton Mail  و K-9 mail
كذلك أعود للتذكير ببرنامج Detekt و هو برنامج معلوماتي أطلقته “منظمة العفو الدولية” و مجموعة من المنظمات المعنية بحقوق الإنسان و التكنولوجيا. الذي يتيح كشف برمجيات التجسس والمراقبة التي تزرعها الحكومات ووكالات الاستخبارات والتي تلوث أجهزة الكمبيوتر التي تعمل بنظام ويندوز
 
كذلك يمكن للمهتمين بمراجعة مواقع تقترح نصائح وأدوات لحماية البيانات الرقمية :
Security in a Box – أدوات وممارسات في الأمن الرقمي للجميع ومشروع Guardian Project ، وايضا موقع الأدوات الأمنية من منظمة حريات الإنترنت Surveillance Self-Defense  التابع لمؤسسة Electronic Frontier Foundation.
أخيرا تبقى النصيحة الأولى عدم النقر على الملفات المرفقة في البريد الإلكتروني من مصادر مجهولة، وعدم تحميل البرامج والتطبيقات من متاجر أو مواقع غير موثوقة. وبالتالي التنبه عند كسر حماية أنظمة التشغيل “آبل” و “اندرويد”، رغبة بالحصول على تطبيقات أو خدمات خارج إطار المنصات الرسمية لهذه الأنظمة، تنتج  عواقب وخيمة لكسر الحماية التي تجعل الجهاز هشا أمنيا ومعرضا للاختراق .
أنصحكم بالعودة لبرنامجي “ديجيتال” و “إي ميل” والحلقات المخصصة للأمن الرقمي وسبل حماية البيانات وأيضا مخاطر كسر حماية أنظمة التشغيل jailbreak   و rooting .

ثلاثة تهديدات تقلق مخترع الويب تيم برنرز لي على مستقبل هذا الويب

ي مناسبة الذكرى الثامنة والعشرين لولادة الويب وجه مؤسس ومخترع الويب تيم بيرنرز – لي رسالة للمستخدمين عن كيفية تطور شبكة الإنترنت، وعما يجب القيام به لضمان تحقيق رؤيته بشبكة تعكس مبادئ المساواة وتعود بالفائدة على البشرية جمعاء.

ثمانون وعشرون عاما مرت على ولادة الويب، إذا كان التاريخ يختلف بين 12 و 13 من أذار/مارس فإن الشهر والعام لا خلاف عليهما ففي مارس/أذار 1989وضع العالم الفيزيائي والخبير المعلوماتي تيموتي بيرنرز لي أسس ما سيصبح  .World Wide Web 
بدأت الحكاية عندما قررت المنظمة الأوروبية للأبحاث النووية CERN تطوير أنظمة التحكم بمسرع الجزئيات في مركز الأبحاث في ضواحي جنيف، وكان  تيم بيرنرز- لي بحاجة لتصنيف واسترجاع البيانات والملفات المتفرقة حول أنظمة التحكم المستخدمة، فطور برنامجا صغيرا يحمل اسم Enquire الذي يتيح التجول بين الملفات المحفوظة بين أنظمة مختلفة عن طريق استخدام الروابط الفائقة.HyperText
 
منذ ذلك الحين تغيرت استخدامات الشبكة وتغيرت خدمات الويب ولم يتوانى تيم بيرنرز – لي مؤسس ومخترع الويب، من توجيه الانتقادات  لبعض الأمور التي تزعجه من الإنترنت والعيوب التي تثير مخاوفه. وقام بتوجيه رسالة مفتوحة للمستخدمين على موقعWebFoundation ،عن كيفية تطور شبكة الإنترنت، شارحا فيها تصوره لفكرة الويب التي أقترحها ،أي شبكة الإنترنت منصة مفتوحة تتيح للجميع بتبادل المعلومات وتمنحهم الفرصة للوصول إلى المعلومات والتعاون عبر الحدود الجغرافية والثقافية.
شدد تيم برنرز-لي في رسالته على ضرورة إبقاء الشبكة مفتوحة ومتاحة، خاصة مع تصاعد مطالب إدارة الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب، بتضييق مساحة شبكة الإنترنت المفتوحة. وعبّر مؤسس الويب عن قلقه وعن مخاوفه على مستقبل الويب من خلال ثلاثة تهديدات تواجه الويب، و التي يجب على كل “مستخدم التصدي لها، لكي تتمكن شبكة الإنترنت من تحقيق إمكانياتها الحقيقية كأداة تخدم البشرية جمعاء”.
النقاط الثلاث التي يجب على الويب معالجتها:
فقدان السيطرة على البيانات الشخصية
أشار تيم برنرز- لي أن النموذج التجاري الحالي الذي تقوم عليه العديد من المواقع من خلال  تقديم محتوى مجاني مقابل البيانات الشخصية.  و هذا الأمر يدفع المستخدم للوقوع في فخ تلك الخدمات، التي تعمل على حفظ تلك البيانات في خوادمها الخاصة بعيداً عن أنظار المستخدم، الذي بدوره يخسر الفوائد التي يمكنه حصدها لو كانت لديه السيطرة المباشرة على هذه البيانات، وأيضا القدرة على اختيار متى يشاركها ومع من. بالإضافة لذلك فإن المستخدم لا يملك في كثير من الأحيان أية وسيلة لإخبار الشركات التي تجمع بياناته عن البيانات التي يفضل عدم مشاركتها – وخاصة مع أطراف ثالثة – إذ أن الشروط والأحكام لا تقدم حلاً وسطاً: إما الكل أو لا شيء.
يشدد مؤسس الإنترنت على الأثار السلبية الأخرى من عملية جمع البيانات هذه التي تمارسها الشركات على نطاق واسع. إذ من خلال تعاون الشركات الطوعي أو الإجباري، تزداد مراقبة الحكومات لكافة تحركات المستخدم على الإنترنت، وتقوم بالتالي بتمرير القوانين المتطرفة التي تسحق حقوق المستخدم في الخصوصية. ولفت برنرز- لي إلى الضرر الذي يمكن أن يحدثه ذلك في الأماكن التي تحكمها أنظمة قمعية ،كاعتقال المدونين أو قتلهم، وكذلك مراقبة المعارضين السياسيين. كذلك في البلدان التي يظن البعض أن الحكومات تضع فيها مصالح المواطنين أولاً، فإن مراقبة الجميع، أمرٌ يخلق تأثيراً سلبياً على حرية التعبير ويمنع من استخدام شبكة الإنترنت كمكان لاستكشاف الموضوعات الهامة، مثل القضايا الصحية الحساسة أو الجنسية أو الدينية. و أقترح العمل على منح المستخدمين القدرة على السيطرة على بياناتهم من خلال تطوير تكنولوجيا جديدة مثلData Pods  أو “غرف البيانات” الشخصية.
سهولة نشر المعلومات المضللة على شبكة الإنترنت
حذر مؤسس الويب في رسالته هذه، من سهولة نشر المعلومات المضللة على شبكة الإنترنت، حيثبات معظم الناس يجدون الأخبار والمعلومات خلال المنصات الاجتماعية المتعددة وأيضا محركات البحث. فكلما نقر المستخدم على الروابط، تكسب المواقع التي تنشر الأخبار الكاذبة المزيد من المال. كما حذر تيم برنرز-لي من اختيار “المنصات الاجتماعية” ما تُظهره للمستخدم من الأخبار بناءً على“خوارزميات” تعتمد على بياناته الشخصية التي تحصدها تلك المنصات باستمرار. بحيث تُظهر هذه المنصات المحتوى الذي تعتقد بأن المستخدم سينقر عليه، “مما يعني سهولة انتشار المعلومات المضللة أو “الأخبار الزائفة” .
وفي هذا السياق حذر تيم برنرز- لي من  استخدام bots، التي يمكن أن تتيح  لذوي النوايا السيئة أن ينشروا معلومات خاطئة لتحقيق مكاسب مالية أو سياسية.
افتقار الإعلان السياسي على الإنترنت للشفافية والتفهّم
أما النقطة الأخيرة التي تثير مخاوف مؤسس الويب و التي تطرق لها في رسالته للمستخدمين ؛ فهي الدعاية السياسية التي هي اليوم  من أبرز “صناعات” محتويات الإنترنت. فحصول معظم الناس على معلوماتهم من عدد محدود من المنصات بالإضافة إلى التطور المتزايد للخوارزميات التي تعتمد على الكميات الضخمة من البيانات الشخصية، تعني بأن الحملات السياسية هذه الأيام أصبحت تبني إعلانات مخصصة موجهة مباشرة إلى المستخدمين.
 يذّكر تيم برنرز لي  بما حصل في  الانتخابات الأمريكية عام 2016، حيث ذكرت بعض الدراسات أنه كان يجري دفع ما لا يقل عن خمسين ألف دعاية مختلفة كل يوم عبر “فيسبوك”، “وهي حالة من شبه المستحيل مراقبتها” حسب مؤسس الويب. كما أشار إلى وجود ادعاءات بأن بعض الإعلانات السياسية ،في الولايات المتحدة وحول العالم ، تقوم بطريقة غير أخلاقية بتوجيه الناخبين إلى مواقع أخبار زائفة أو تقنع الآخرين بعدم التصويت في صناديق الاقتراع. كما تسمح هذه الإعلانات الموجهّة بتقديم معلومات مختلفة تماماً، بل قد تكون متناقضة، للمجموعات المستهدفة المختلفة.  والسؤال الذي طرحه تيم برنرز لي : هل هذه  ديمقراطية؟
أخيرا دعا تيم برنرز- لي شركات الإنترنت العملاقة خاصة «غوغل” و“فيسبوك” لمواصلة الجهود لمكافحة مشكلة نشر المعلومات المضللة أو “الأخبار الزائفة”، ناصحا بتجنب إقامة أية “هيئات مركزية” تقوم بتقرير ما هو “حقيقي” من عدمه. كما دعا للمزيد من“شفافية الخوارزميات” ليفهم المستخدم كيفية عملها وكيف تتخذ هذه “الخوارزميات” القرارات الهامة التي تؤثرعلى حياته.

“عرب نت” بيروت : قوة دفع للرّياديين الشباب في اقتصاد المعرفة والقطاع الرقمي

نعرف اليوم مدى أهمية ما بات يُسمّى بصناعة الإنترنت في اقتصاد الدول،وأهمية الاستثمار في القطاع الرقمي، لما يؤمّنه هذاالقطاع من فرص عمل واستثمارات مثمرة. وأيضا كمحرّك للتنمية الاقتصادية في العالم العربي. وهو من أبرز محاور مؤتمر”عرب نت” الذي أنطلق في بيروت عام 2010 لمواكبة تطوّر القطاع الرقمي في العالم العربي والذي انعقد بين 20 و22 من فبراير/شباط 2017.

حمل مؤتمر “عرب نت” بيروت عام 2017 أفكارا جديدة في التفاعل بين المشاركين وفعاليات المؤتمر، أولى هذه التغيرات هو تحوّل اليوم الأول الذي كان يُعرف باسم “التصميم والبرمجة”، ليصبح “يوم النموذج الأولي“prototype day ، حيث تضمّن ورش عمل لتطوير المنتجات الإلكترونية وجمع بين خبرات البرمجة المعلوماتية خاصة والتصميم وكيفية تصميم النموذج الأول، بالإضافة إلى ورش عمل عن الآلات الالكترونية وكيفية اختراعها وتقنيات تطويرها وبرمجتها..

كما كان هنالك ورش عمل في كيفية برمجة الأجهزة ضمن ما يعرف بإنترنت الأشياء والحوسبة السحابية. كما اقترح المؤتمر هذا العام، ضمن إطار “النموذج الأولي”، مجموعة ورش عمل لريادة الأعمال وتضمّن الموضوعات القانونية، كيفية التمويل، تأسيس فريق العمل وتنميته وإدارته وتأسيس الشركة.

بالإضافة إلى كيفية استخدام الذكاء الصنعي “البوت” من “فيسبوك” لتطوير التواصل مع المتعاملين، وأيضا كيفية الاستثمار الأمثل للمنصات الاجتماعية لجذب المتعاملين.

انطلقت فعاليات اليوم الثاني بالافتتاح الرسمي وبحضور كبير للمسؤولين اللبنانيين، وزيريْ الاقتصاد والاتصالات ونائب حاكم مصرف لبنان، حيث ركّز المؤتمر على الدّور المتزايد للمصارف في بيئة ريادة الأعمال والاستثمار في صناعة الإنترنت، الاقتصاد الرقمي، خاصة إثر التعميم 331 الذي أصدره مصرف لبنان لدعم الشركات التكنولوجية الناشئة. الذي أدّى إلى تخصيص 300 مليون دولار للاستثمار في الشركات الناشئة. ما جعل لبنان يحتلّ المرتبة الثانية بعدد الاستثمارات إقليميا، حسب دراسة أجرتها مؤسسة “عرب نت “.

هو تحوّل كبير في بيئة الاستثمار الرقمي إذ أنّ لبنان “قفز من المرتبة الخامسة إلى الثانية عربيا، بين عامي 2013-2014 لجهة عدد الاستثمارات في الشركات الرقمية الناشئة. أما قيمة هذه الاستثمارات، فقفز من المرتبة الرّابعة إلى الثانية ليبلغ العدد 34 استثماراً في العام 2014، كما ارتفعت القيمة من 6 مليون دولار في 2013 إلى 31 مليون دولار في 2015. كما يشهد الاقتصاد الرقمي في لبنان نموّا سنويا يتراوح بين 7و9 بالمئة حيث يحتلّ لبنان المرتبة الثالثة عام 2015-2016 في المنطقة من حيث النمو”.

هذا و يُعدّ لبنان أحد أهم الأسواق في مجال الابتكار الرقمي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، حسب احصاءات “عرب نت”، حيث يتوفر في لبنان 250 مليون دولار من رأس المال التأسيسي وعُقد أكثر من 65 صفقة استثماريّة بين وعامي 2013 و2015.

و في هذا الإطار، ألقى مؤتمر “عرب نت” بيروت، الضوء على واقع الأسواق في قطاع الابتكار الرقمي في لبنان ومصر والأردن وفلسطين وسوريا والعراق، و جمع في رحابه مواهب من الشرق الأوسط و شمال أفريقيا.

بدأت حلقات النقاش اليوم الثاني مع أبرز التوجهات التقنية لعام 2017 ، التي تركّزت بشكل أساسي حول الواقع الافتراضي والذكاء الصنعي و تطرّق المتحدّثون إلى أهمية أخلاقية استخدامات الذكاء الصنعي في الابتكار التقني وتأثير التكنولوجيا على المهن البشرية والاستثمار في التقنيات الرقمية الجديدة، التي أصبحت اليوم جزءا من الخدمات المختلفة من التجارة الإلكترونية إلى الألعاب الإلكترونية .

كما خصّص المؤتمر يوما كاملا للابتكار المصرفي حيث ناقش أكثر من 150 مصرفيّا وعاملا في القطاع المصرفي والشركات المزوّدة للتكنولوجيا المصرفية أحدث الابتكارات التي دخلت على الخدمات المصرفية مثل الفروع الذكية والعمليات المصرفية عبر الموبايل. كذلك تطرّقت جلسات المؤتمر للتسويق الرقمي للمصارف، والآخر للمنتجات والقنوات الرقميّة، من إيجاد المورّدين ومزوّدي الخدمات و تطرق أيضا إلى  عملة “البيتكوين” و الـ وانماجها في بيئة إنترنت الأشياء .Blockchain.

كان للخدمات الصحية حيّزا للنقاش حول الشركات الناشئة والاستثمار في المجال الصحّي الرقمي حيث نوقش نموذج مسرّعات الأعمال الناجح في دبي مع دعم السلطات الصحّية في حكومة دبي، وناقش المتحدّثون الابتكارات التقنية والرقمية وفرص الاستثمار في سوق الخدمات الصحية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا

برزت هذا العام في مؤتمر “عرب نت” فعالية “ماتش آب” والتي تقترح لقاء بين مُدراء منفّذين لشركات كبرى وشركات ناشئة ورياديي أعمال شباب في عالم القطاع الرقمي، اللذين كسروا نموذج الأعمال التقليدي، و يقترحون آخر الابتكارات التقنية لتحسين خدمة العملاء. “ماتش اب” أتاحت الفرصة للمبتكرين والرياديين الشباب في القطاع التقني من التواصل مع شركاء عمل محتملين ومستثمرين محليين وإقليمين.

قدمت فعاليات اليوم الثاني من مؤتمر “عرب نت” بيروت مواضيع متنوعة، بدأت بدور الجامعات والمؤسسات التعليمية في التحفيز على ريادة الأعمال، وتوجيه الطلاّب والمتخرّجين الجدد نحو سوق عمل تتوفّر فيه فرص عمل يكون لهم فيه دورا لخلق شركات ناشئة، وبالتالي توفير فرص عمل في اقتصاد المعرفة، ودور الجامعات والمؤسسات التربوية في توجيه الطلاّب اللذين يملكون القدرات والمواهب لمساعدتهم للانطلاق بمشاريع ريادية واعدة.

مع تطوّر القنوات الرقمية بين المستهلك والعلامات التجارية من خلال المنصات الاجتماعية والمنصّات المتّصلة ومواقع الإنترنت كيف يمكن استخدام أدوات القياس والتحليل للمساعدة على نمو الشركات وتحسين المحتوى؟ كان هذا موضوع نقاش شدّد فيه المتحدّثون عن أهمية هذه الأدوات لمعرفة ما يبحث عنه المستخدم/المستهلك، وأيضا كيف يمكن لتحليل البيانات من قبل المواقع الإخبارية الإلكترونية للتعرّف على احتياجات واهتمامات القارئ المستهلك وأيضا لتحقيق التزام المستخدم/المستهلك بالمحتوى أو المنتج أو الخدمة المقترحة.

من المواضيع التي تطرّق لها مؤتمر “عرب نت” بيروت المصاعب التي تعاني منها الصحافة التقليدية اليوم في عصر التحول الرقمي والإنترنت، واقترح عدة نقاشات حول الاستراتيجيات المثلى لتسييل المحتوى وتوزيعه على المنصات الرقمية المختلفة وخلق محتوى خاص لكلّ منصة، أو محتوى خاص لمنصات متعددة، لجذب القارئ وجعله ملتزما بالمحتوى المقترح. وأيضا كيفية اختيار الإعلانات المناسبة لضمان الديمومة المالية للمؤسّسة الإعلامية وضرورة تطوير المحتوى الرقمي العربي.

كان هنالك أيضا مداخلات عدة حول كيفية خلق وإدارة المحتوى على المنصات الاجتماعية وكيفية جعل هذا المحتوى أكثر انسانية لتحقيق التزام أكبر من قبل المستخدم بالإضافة إلى مداخلة حول خدمات تويتر في الشرق الأوسط.

كل هذه المواضيع تدخل ضمن التحوّلات الرقمية التي يواكبها مؤتمر “عرب نت”، الذي على مدى السنوات ومن خلال المسابقات التقليدية كمسابقة “ماراثون الأفكار”، “تحدي الشركات الناشئة”، “مسار الابتكار”، “صراع المسوّقين” الذي يختتم فيه المؤتمر هذا العام، شجّع وأطلق عددا كبيرا منال أفكار الريادية التي تحوّلت إلى شركات قابلة للحياة وساعد شركات ناشئة تحوّلت لشركات ناجحة عالمية.

نايلة الصليبي

فيسبوك يشارك وسائل إعلام فرنسية لمواجهة نشر المقالات الكاذبة على المنصة الاجتماعي

أطلق موقع “فيسبوك” ومحرك البحث “غوغل” وعدد من المؤسسات الإعلامية الفرنسية البارزة مبادرة CrossCheck لضمان عدم نشر أخبار كاذبة على صفحاته في فرنسا. فما هي هذه المبادرة وكيف تعمل؟

أصبحت مواجهة الأخبار الكاذبة الهّم الأول لمختلف المؤسسات الإعلامية في العالم.خاصة بعد الجدل والبلبلة التي أثارتها هذه الأخبار في سياق الانتخابات الرئاسية الأمريكية، حين أتهم حينذاك موقع “فيسبوك” والمنصات الاجتماعية بالمساهمة في نشر الأخبار الكاذبة، والأحداث الملفقة، وبأنها لم تبذل جهودا كافية لمنع إعادة نشر معلومات كاذبة على صفحاتها،التي حسب تلك الاتهامات ساعدت في تعزيز شعبية دونالد ترامب ورفع فرص فوزه.
كذلك الأمر وجهت الاتهامات لمحرك البحث “غوغل” وأسلوب فهرسته للمواقع كاذبة بهدف الربح المادي. مما وجه ضربة قاسية لمصداقية تلك الشركات العملاقة وتعاملها مع المنشورات الكاذبة بهدف الربح المادي.
في محاولة لتدارك تلك المشكلة،بدأت كلٌ من شركتي  “فيسبوك” و”غوغل” ببذل الجهود لمواجهة انتشار الأخبار الكاذبة،  فأطلقوا في ديسمبر 2016 بالتعاون مع ومجموعة من المؤسسات الإعلامية الأمريكية، مبادرة لمواجهة انتشار الأخبار الكاذبة  ضمن اطار مؤسسةCrossCheck /first Draft التابع Google News lab  وبالتعاون مع معهد الأمريكي للتدريب الصحافيPoynter وشبكته الدولية FactChecking poynter،التي كانت قد  وضعت منذ عام 2015  ميثاقا دوليا للتحقق من الأخبار الكاذبة، والتي تبنتها شركة“فيسبوك” في تعاقدها مع المؤسسات الإعلامية الأمريكية ، على رأسها موقع Snopes المتخصص في التأكد من الحقائق، وشبكةABC ووكالة “أسوشييتد برس”.
نقلت شركة “فيسبوك” هذه التجربة إلى ألمانيا وتعاونت مع مجموعة Correctivالإعلامية للتحقق من الأخبار الكاذبة.
مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الفرنسية، أعلنت “فيسبوك” عن مبادرة مع مؤسسات إعلامية فرنسية رائدة، من بينها “وكالة الصحافة الفرنسية” وتلفزيون BFM وصحيفة “لوموند”  التي أطلقت موقع للتحقق من الأخبار Decodex بالإضافة إلى مجلة “الاكسبرس” ، صحيفة”ليبيراسيون”، صحيفة 20 Minutes، أيضا مجموعة “فرانس ميديا موند” التي تنتمي لها مونت كارلو الدولية، للمساعدة على منع نشر الأخبار الكاذبة. الخطوات حسب ما أعلنت على صفحة “فيسبوك” والتي  ستوضع قيد التطبيق في بداية شهر مارس 2017، تبدأ عن طريق إضافة اشعار على منشورات “فيسبوك” وذلك بمجرد الضغط على الزاوية اليمنى العليا للمنشور بحيث يظهر خيار الإبلاغ عن المنشور على أنه وهمي، كما يمكن مراسلة الشخص الذي نشر القصة أو حجبها من صفحة المستخدم بشكل كامل.
مجموعة التبليغات مع روابط المواقع التي تنشر الأخبار الكاذبة، تفهرس في موقع الكتروني مخصص فقط  للمؤسسات الإعلامية الشريكة ،التي تطّلع على المقالات او المنشورات التي صنفها المستخدمون على أنها خاطئة او FakeNews، فتحقق في المصادر وفي المحتوى التحريري، ثم تضع إشارة تنبيه إذا كانت أخبار خاطئة أو موقع وهمي، بالإضافة إلى رابط لموقع المؤسسة الإعلامية التي تنشر المقال الذي يصحح  المحتوى التحريري لهذه المنشورات.
عندها، ما أن ينقر المستخدم على رابط هذه المقالات الخاطئة، يظهر له تنبيه بأن طرفا ثالثا او أكثر قد صنف هذا المنشور على ان مصداقيته“غير متفق عليه” و اعتباره كأخبار خاطئة ،هذا بالإضافة إلى رابط للمقال الذي زودته المؤسسة الإعلامية ذات مصداقية التي حققت بالمحتوى التحريري، ولديها مقال يكشف أخطاء المقال المزيف أو كونه فقط ClickBait لجني المال من عدد النقرات .
من جهة أخرى فإن خوارزميات أو البرمجية الخاصة بموقع “فيسبوك” والتي تفهرس وترفع المنشورات الأكثر مشاركة أو أكثر انتشارا ليراها المستخدم ،ولتحديد عدد النقرات لشراء مساحات الإعلانات في هذه المقالات المنتشرة، فإذا كانت مقالات مزيفة وغير صحيحة، لا تحسب الخوارزميات النقرات وتوضع في أسفل لوائح الأخبار. وأشارت “فيسبوك” إلى أنها تعمل على خفض الحوافز المالية لمواقع الأخبار الوهمية، وأنها “تتطلع إلى فرض سياساتها الإخبارية مع الناشرين الغامضين للحد من العائدات الإعلانية الخاصة بهم.
المؤسف ان “فيسبوك” لن تحجب من الموقع هذه المقالات الوهمية بشكل كامل، بل ستظهر الأخبار والمنشورات مع اشعار “غير متفق عليه” بشكل أقل ضمن خلاصة الأخبار NewsFeed، وبمجرد حصولها على علامة “غير متفق عليه”تعمل الخوارزميات على عدم الترويج لها فقط.

تحذير من عدم أمان الأدوات المجانية لحماية واخفاء اتصالنا بالإنترنت عبر أندرويد

هل الأدوات المجانية لحماية اتصالنا بالإنترنت وعدم ترك الكثير من البصمات الرقمية خلفنا آمنة ومضمونة؟ يبدو ان الأمر ليس كما نعتقد!
كثيرا ما دعوت وما زلت أدعو لحماية الخصوصية وهويتنا الرقمية على الإنترنت. كنت قد اقترحت على مدى سنوات عددا كبيرا من الوسائل والأدواتلحماية اتصالنا بالإنترنت، وعدم ترك الكثير من البصمات الرقمية خلفنا، من الشبكات الافتراضية الخاصة الـ VPN لأجهزة الكمبيوتر وللأجهزة الذكية المحمولة التي تعمل بنظامي iOS وأندرويد، إلى برامج البروكسي وبرامج التشفير. للالتفاف على الرقابة وكسر حظر الدخول لمنصات التواصل الاجتماعي في بعض الدول. كذلك خلال مداخلاتي حول أمن المعلومات اقترحت إضافات لبرامج تصفح الإنترنت تتيح تشفير أو اخفاء تصفح المستخدم للأنترنت.
غير ان تقارير أمنية حذرت مؤخرا في دراسة قامت بها مجموعة من خبراء أمن المعلومات في جامعات أمريكية  وأسترالية، من تطبيقات الأندرويد المجانية التي تتيح خدمة انشاء شبكة خاصة افتراضية VPN.
شملت هذه الدراسة 300 تطبيق مجاني، وتبين لهم ان 84 بالمائة من هذه التطبيقات الـVPN المجانية غير آمنة. وحسب التحليلات التقنية فأن بعض هذه التطبيقات يحوي برمجيات خبيثة وبعضها الأخر يستخدم طرفاً ثالثًا غير آمن، وأخيرا تلك التي تقترح خدمة غير آمنة التي تتيح كشف الاتصالات وهي التطبيقات التي تستعمل معظمها خوادم VPN في الولايات المتحدة.
أضيف لهذا التحذير تنبيهاً أطلق من برنامجين في التلفزة الألمانية من إضافة لبرامج تصفح الإنترنت web of trust المجانية ،وهي إضافة من المفترض أن تؤمن ميزة اخفاء أثر المستخدم على الإنترنت وحماية خصوصيته. Web of trust هي من بين الإضافات الأكثر شعبية بين المستخدمين و الأكثر تحميلا. لدى الشركة المطورة الفنلندية قاعدة بيانات من أكثر من مائة واربعين مليون مستخدم. قام الصحافيون من البرنامجين في التلفزة الألمانية بإنشاء موقع انترنت وهمي مع خبير أمن معلومات، حيث قام هذا الأخير بزيارة هذا الموقع مع الإضافة web of trust في برنامج تصفحه. وهذا الموقع ليس معروفا من أحد فقط من قبل خبير الأمن الذي طوره والصحافيون في التلفزة الألمانية. وتبين له من البيانات التي أرسلتها web of trust للشركة التي أنشأها الصحافيون لإدارة الموقع، انها بيانات فعلا مقلقة اذ تتضمن البيانات الشخصية للمستخدم، أي خبير أمن المعلومات، بالإضافة لاسم التعريف وكلمة المرور الاتصال.
هذا يعني أنها بيانات ثمينة للقراصنة وأيضا للشركات والمؤسسات التي تبحث بنهّم شديد لشراء تلك البيانات. والأخطر من كل ذلك ان البيانات لم تكن مشفرة أو مخبأة كما تعد خدمة web of trust في شروط استخدامها؛ ان قرأنا جيدا شروط الاستخدام نرى ان الشركة تصرح بإمكانية بيع بعض البيانات. والواقع ان النموذج التجاري للشركة هو عكس ما تقترحه أي بيع بيانات مستخدميها لمن يدفع الثمن الأعلى. والشركة لم تنف ذلك وشددت على أنها تقدم فقط لمستخدميها قدرة تعطيل التتبع، الذي يبقى مفعلا بشكل تلقائي.
يبقى كما أذكر به دائما الحرص على كيفية استخدام أدوات الإنترنت ومراجعة مختلف الآراء والتعليقات قبل استخدام التطبيقات والبرامج في اجهزتنا المختلفة.