من يستهدف إيمانويل ماكرون في السباق لقصر الإليزيه؟

تتطرق نايلة الصليبي إلى تسريبات ما عرف “بماكرون ليكس” التي تثير البلبلة في الساعات الاخيرة قبل توجه الناخب الفرنسي لانتخاب الرئيس المقبل. من هم وراء هذه التسريبات؟ وهل من الممكن ان تغير نتائج الانتخابات؟

 

macron_fancy_bear

الذي كان يخشى المراقبون لللإنتخابات الرئاسية الفرنسية وقوعه، حدث، قبل 24 ساعة من بدء الدورة الثانية في هذه الإنتخابات وقبل ساعات قليلة من بدأ الصمت الإعلامي في الإعلام و المنصات الإجتماعية في فرنسا. بدأت حملة تسريبات لملفات أستولى عليها من خوادم فريق حملة المرشح “إيمانويل ماكرون”، فالبرغم من صغر حجم البيانات المسروقة 9 Go، بالنسبة لتسريبات “ويكيليكس” المعروفة، غير أنها تشكل كما هائلا من النصوص و البريد الإلكتروني بشكل خاص.

أكد فريق “إمانويل ماكرون” حصول الإختراقات و سرقة البيانات، لكنهم شددوا على كون الملفات المسربة تحوي أيضا ملفات مزورة والتي تعتبر أخبار كاذبة Fake News و ذلك لنشر البلبة وزعزة المرشح “إيمانويل ماكرون” في مواجهة زعيمة اليمين المتطرف “مارين لوبان” ،التي كان أداؤها في المناظرة التلفزيونية يوم الأربعاء بين الدورتين، بمثابة الكارثة لحملتها.

يمكن قراءة :حملة الانتخابات الرئاسية الفرنسية هدفا للهجمات الإلكترونية الروسية؟

بدأت حملة التسريبات مساء الجمعة في الساعة الثامنة والنصف بالتوقيت الفرنسي في غياهب منتدى السياسي لموقع 4Chan الذي يضم مجموعة من الداعمين لـدونالد ترامب ومناصري اليمين المتطرف الأمريكي وايضا يضم روس من مناصري فلاديمير بوتين.

فمن خلال هذه المجموعة انطلقت مؤخرا مجموعة من الإشاعات والأخبار الكاذبة حول المرشح إيمانويل ماكرون خاصة بشأن الحسابات المصرفية المخبأة في مصارف جزر الباهاماس التي اشارت لها مارين لوبان بين الدورتين والتي تقوم حاليا السلطات القضائية بالتحقيق بمصدر هذه الأخبار إثر دعوة قضائية من إيمانويل ماكرون.

بعد دقائق من نشر التسريبات على موقع 4Chan غرد Jack Posobiec وهو أمريكي مغمور يدعي أنه مدير موقع وطني وعضو لحركة وطنية سلافية من اليمين المتطرف. وفي تغريداته يوجه المتابعين لموقع 4Chan الذي ينشر من وقت لأخر تسريبات “ويكيليكس” وتلاه بعد ذلك مغرد أخر من المجموعة المعروفة بالفاشيين William Craddickk. و في الساعة التاسعة والدقيقية العشرين بدأ مغرد فرنسي بعد دعوة Jack Posobiecc للمغردين الفرنسيين المناصرين لليمين المتطرف بنقل المعلومات،

علما أن موقع “ويكيليكس” غرد أنه يحقق بهذه التسريبات ويبدو أنها مزحة من موقع 4Chan . مما أشعل النار في الهشيم وأطلق الإشاعات حول إيمانويل ماكرون وتسريبات البيانات المسروقة من خوادم حملته. ولم يتأخر” فلوريان فيليبو“، نائب رئيس حزب الجبهة الوطنية، من التغريد قبل ربع ساعة من بدأ الصمت الإعلامي الإنتخابي  ناشرا الإشاعات حول ما بات يعرف بالـ MacronLeaks# وكانت تغريدات “ويكليكس” المشككة ومجموعة اليمين المتطرف الناقلة والناشرة لهذه الإشاعات .

أشار  لاحقا موقع “ويكيليكس” في تغريدة أن البيانات الوصفية الـMetadata الموجودة في الملفات المسربة على موقع 4Chan تحوي أشارات لعميل أمني حكومي روسي !

كان قد أكد فريق حملة إيمانويل ماكرون عن تعرض بعض أعضاء الحملة لعمليات إصطياد Spear -Phishing والتي كشفت عنها شركة ” ترند ميكرو لأمن المعلومات و التي وجهت أصابع الإتهام لمجموعة القراصنة الروس Fancy bear المعروفون ايضا تحت مسمى Pawn Storm والتي عرفت باسم APT28 ،عندما اخترقت المجموعة محطة التلفزة الفرانكوفونية TV5 monde  و تلك المجموعة كانت أيضا وراء اختراق خوادم “الحزب الديمقراطي الأمريكي“، فقد نشطت هذه المجموعة منذ شهر ابريل 2017 في شن عمليات قرصنة لتقويض حملة “ايمانويل ماكرون”.
ها نحن اليوم مع بدأ عملية الإقتراع وفي خضم التسريبات MacronLeaks لا مجال للسؤال هنا عن أهمية التوقيت أو من خلف تلك العملية بعد أن أجمع العديد من المراقبين على كون روسيا لن تكتفي بدور المتفرج في الإنتخابات بل تحاول تغيير مسارها للمصلحة الروسية !

السؤال المطروح هل ستنجح هذه العملية في قلب الموازين نحو المرشح المناسب لموسكو؟ ربما نعم و ربما لا، إذ يعتمد الأمر على النظام الإنتخابي الفرنسي و المجتمع الفرنسي المختلف عن النظام الإنتخابي الأمريكي والمجتمع الأمريكي وبالتالي يعتمد الأمر بشكل أساسي على وعي الناخب الفرنسي. غير ان صناديق الإقتراع هي التي سيكون لها الفصل بعد ساعات قليلة.
نايلة الصليبي

حملة الانتخابات الرئاسية الفرنسية هدفا للهجمات الإلكترونية الروسية؟

تتطرق نايلة الصليبي  إلى  محاولات الإختراقات الالكترونية لحملة “ايمانويل ماكرون” من قبل مجموعة قراصنة “روس”، حسب تقرير شركة أمن المعلومات اليابانية “ترند ميكرو”. فعاد الخوف من شبح ما جرى في الانتخابات الأمريكية يقلق الناخب الفرنسي ،أي من احتمالات تدخل روسيا في تغيير نتائج الانتخابات.السؤال المطروح هل تم استهداف مرشحين لا يرغب الروس في انتصارهم؟وما هو أسلوب عمل القراصنة؟

© نايلة الصليبي

الانتخابات الرئاسية الفرنسية هي اليوم تحت مجهر المجتمع الدولي، حيث ان المرشح الذي سيصل لسّدة الرئاسة في الجمهورية الخامسة في الدورة الثانية، هو اما الوسطي ايمانويل ماكرون أو زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبان . مما يشكل رسالة واضحة لما هي عليه النزعة القومية التي تجتاح الغرب منذ مدّة.
في حال فوز اليمين المتطرف، يعني هذا استمرارية للنزعة القومية التي أطلقتها عملية خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي – “البريكسيت” مع وصول “تريزا ماي” لرئاسة الوزراء و بالتالي انتخاب “دونالد ترامب” رئيسا للولايات المتحدة.
وفي حال فوز الوسطي “ايمانويل ماكرون” هذا يعني الطمأنينة لاستقرار وصمود الاتحاد الأوروبي في وجه النزعة القومية.
يجمع المراقبون على دور الروسي لمحاولة زعزعة استقرار أوروبا، مما سيؤدي إلى تعزيز الدور العالمي للدبلوماسية الروسية، التي تستفيد حاليا وبشكل كبير، من هفوات الإدارة الأمريكية الحالية.
يشدد المراقبون على كون روسيا لا تكتفي بدور المتفرج في الانتخابات بل تحاول تغير مسارها للمصلحة الروسية. فبعد الانتخابات الأمريكية والبلبلة والجدل حول دور الاختراقات الإلكترونية والتسريبات، بالإضافة للمواقع الإلكترونية المزيفة التي أغرقت شبكة الإنترنت بالأخبار الكاذبة Fake News  و التي تعتبر أنها أدت لوصول “ترامب” للرئاسة الأمريكية وبالتالي تصريح هيلاري كلينتونمساء الثلاثاء عن أن التدخل الروسي عبر تسريبات “ويكيليكس” للبيانات التي سرقت من خوادم “الحزب الديمقراطي” هي من بين العوامل التي أدت إلى هزيمتها.
نسأل ما الذي ينتظر فرنسا؟  حيث أصابع الاتهام تتوجه من جديد  لـروسيا بعد كشف تقرير شركة أمن المعلومات اليابانية
Trend Micro” عن أن مجموعة القراصنة الروس Fancy bear    و و المعروفون أيضا تحت أسم 
Pawn Storm التي عرفت باسم APT28  ،عندما اخترقوا محطة التلفزة الفرانكوفونية TV5 monde ، التي كانت أيضا وراء اختراق خوادم “الحزب الديمقراطي الأمريكي” ، فقد نشطت هذه المجموعة  منذ شهر ابريل 2017  في شن عمليات قرصنة لتقويض حملة “ايمانويل ماكرون“. وهم يلجؤون لتقنية الـSpear-Phishing  ،هي تقنية اصطياد أو تصيد متطورة جدا تجمع تقنية الاصطياد الـphishing والهندسة الاجتماعية التي تعتمد مجموعة تقنيات اجتماعية لجمع البيانات و لخداعا لضحية المستهدفة و لدفعها للكشف عن معلومات خاصة أو القيام بعمل ما يسهل مهمة القراصنة. اساليب خداع تستغل نقاط الضعف في الطبيعة البشرية.
الأسلوب الذي لجأت له مجموعة القراصنة Fancy bear منذ شهر مارس /أذار، هو انشاء مواقع مع أسماء نطاقات مشابهة لاسم نطاق موقع حركة  “En Marche” للمرشح إيمانويل ماكرون   mail-en-marche.fr   أوonedrive-en-marche. ، وغيرها ،ذلك تحضيرا لعملية الـSpear-Phishing بهدف خداع الضحية المستهدفة بصفحة مزيفة ومفخخة مشابهة لصفحة En Marche”   تحت مسمى “خادم بريد الكتروني” أو “خدمة الحفظ” في السحاب من “مايكروسوفتone Drive  . وكان المستهدفون مقربون من المرشح “ماكرون” و طلب منهم إعادة ادخال رمز التعريف وكلمات المرور لخدمة البريد أو لخدمة الحفظ في السحاب المزيفة. وفي حال تمت  السيطرة على بعض هذه التعريفات يمكن للقراصنة عندئذ اختراق الخادم الرئيسي وسرقة ما طاب لهم من بيانات.
تتميز طريقة الـSpear-Phishing عن الاصطياد العادي بالدقة التي يصمم و يكتب بها البريد المزيف الذي يوجه المستخدم بشكل شخصي ومن دون أخطاء املائية.
أكد فريق حملة ماكرون عند تعرض بعض أعضاء الحملة لعمليات اصطياد وان الموقع تعرض  لهجمات الحرمان من الخدمة DDoS .
ليس هنالك من دلائل تشير لنجاح عمليات الاختراق، اذ حتى اليوم لم تحصل أي عمليات تسريب ملفات أو بيانات هامة وسرية من مكتب حملة ماكرون كما حصل مع هيلاري كلينتون”.
السؤال اليوم المطروح هل ستنجح مجموعة القراصنة الروس Fancy bear  APT28   بتكرار نجاحها في قلب الموازين نحو المرشح المناسب لموسكو؟ ربما نعم و ربما لا ، إذ  يعتمد  الأمر على قدرات فريق أمن المعلومات  لفريق “ايمانويل ماكرون” ، علما أن الحكومة الفرنسية بأشراف وزير الدفاع الفرنسي قد وضعت خطة حماية ومواجهة لأي احتمال للهجمات الإلكترونية و عمليات الاختراق السيبرانية، لحماية الانتخابات الرئاسية الفرنسية.  كما ان هذا  الأمر يعتمد بشكل أساسي  وبالدرجة الأولى على وعّي الناخب الفرنسي.
هذا ولم نتحدث بعد عن الأخبار الكاذبة الـFake News ، التي بدورها كانت حاضرة في حملة الانتخابات الرئاسية الفرنسية.