تسلط نايلة الصليبي الضوء على تصريحات ثلاثة أشخاص من ممولين ومطورين في شركة “فيسبوك”، “شون باركر” أول رئيس تنفيذي لشركة “فيسبوك” و “جستين روزنشتاين” الذي طور “زر الإعجاب” الشهير” و”لياه بيرلمان” من كبار مدراء التسويق، خرج هؤلاء عن صمتهم، وتوالت التصريحات حول تأثير “فيسبوك” على “البشري المتصل” وكيف خوارزميات هذه الشبكات تدفع الى الادمان على الشبكات الاجتماعية.عبروا عن ندمهم كونهم ساهموا في خلق “فرانكنشتاين” ، لا يدركون “ماذا يفعل بعقول أطفالنا” وبحياتنا.
من السؤال هل خدمات الإنترنت هي تهديد الديمقراطية؟ والتي تعني هنا المنصات الاجتماعية، سؤال أخر طرح في الأسابيع الماضية حول تأثير “فيسبوك” بالتحديد على عقول أطفالنا وعلى حياتنا؟ أسئلة طرحت في عقر دار شركات التكنولوجيا في “السيليكون فالي” حيث تتصاعد موجة من المقاومة لكل ما تمثله اليوم الشبكات الاجتماعية. وشاءت الصدفة أن يكون الأشخاص الثلاثة الذين يخشون تأثير “فيسبوك” على حياة المستخدم هم ثلاثة أشخاص من الذين ساهموا في إطلاق وتطوير خدمات منصة “فيسبوك“. مطور زر الإعجاب جستين روزنشتاين ، يعتبر أن موقع “فيسبوك” من خلال خوارزمياته يسلب عقلنا ويخطف حياتنا... وعبر عن ندمه من تطوير هذا الزر الذي تحول مع الزمن إلى مخدر . فمن خلال ارادته بإنشاء شبكة تواصل حية طوّر “زر الإعجاب” الذيكان بالنسبة له بمثابة إضافة الإيجابية للتفاعل على المنصة، وأيضا وافقت ليا بيرلمان زميلها السابق في “فيسبوك” وهي كانت أحد المسؤولين في التسويق، أن النموذج الاقتصادي للربح المادي الذي قامت عليه منصة “فيسبوك” ، هو جذب المستخدم لبيئة المنصة وجذب اتباهه وجعله يستهلك المحتوى لأطول مدة ممكنة والذي يعرف أيضا باقتصاد الانتباه Attention Economy، بحيث يعامل فيه انتباه الإنسان وكأنه سِلعة نادرة للربح المادي
فمن خلال الخوارزميات والتفاعل مع “زر الإعجاب“، تلك الخوارزميات تتبّع المستخدم وتحصد البيانات الشخصية وتستغلها، لتقترح على المستخدم ما يجذبه ويتناسق مع أذواقه واحتياجاته. فيصبح لديه نظرة أحادية للأمور وللأخبار من جهة، ومن جهة ثانية جاء “زر الإعجاب” الذي في النهاية بدأ يعمل كمخدر“الدوبامين” وهي حسب موسوعة “ويكيبيديا”: “مادة كيميائية تتفاعل في الدماغ لتؤثر على كثير من الأحاسيس والسلوكيات … ويؤدي الدوبامين دوراً رئيسياً في الإحساس بالمتعة والسعادة والإدمان”. فكل ما قام بنشر صورة أو نص او فيديو أو حتى رابط لمنشور، فينتظر عدد “اللايكات” و من هم المتابعون. و كلما ارتفع العدد كلما زاد الشعور بالمتعة وأيضا بالنرجسية و الاعتداد بالنفس، وكلما دفعه هذا الأمر للبقاء وقت أطول ليستمر بالنشر والتفاعل ليحصد “اللايكات”. ما يعني ان المستخدم لم يعد يخرج من بيئة المنصة، التي تجني الأموال من خلال الإعلانات المستهدِفة التي تستغل البيانات التي حصدها زر الإعجاب هذا.
أما النقد الثالث جاء من شون باركر من اول المستثمرين في شركة مارك زوكيربرغ وأول رئيس تنفيذي لشركة “فيسبوك” .المخضرمين على الشبكة يتذكرونه، فهو مؤسس منصة “نابستر“ لتبادل الملفات الموسيقية الند للند عام 1999 … الذي اتّهم فيسبوك باستثمار “الهفوات الموجودة في سيكوليجية البشري لجني المال“، وحذر قائلا: “لقد ساهمنا في خلق شيء لا نعرف ما هو، وما مدى تأثيره على دماغ أطفالنا” .
تصريحات يمكن أن نقول إنها فعل ندامة من اشخاص ابتعدوا اليوم عن استخدام ما ساهموا بخلقه وهم يعتبرون انهم ساهموا بخلق “مسخ”.