أبرز أحداث وابتكارات التكنولوجيا عام 2020… من الشمس الصينية الى فضاء إلون ماسك

لم تحدّ جائحة كورونا المستجد من الابتكارات التكنولوجية عام 2020، إذ سخّرت معظم الدول الصناعية كل إمكاناتها التقنية لمواجهة هذه الجائحة، التي سرّعت وبشكل غير مسبوق، التحول الرقمي في الشركات والمؤسسات وأيضاً المؤسسات الحكومية، من خلال نشر تقنيات العمل عن بعد وتسيير أعمال المواطنين من خلال الحكومة الذكية. 
الذكاء الاصطناعي، لقاح الحمض النووي الريبي، البروتينات ثلاثية الأبعاد ومسبار عربي إلى المريخ… لم تمنع جائحة كورونا المستجد المنافسة في حقول مختلفة، رغم ان معظم الباحثين في العالم عملوا دون هوادة مستخدمين ال#تكنولوجيا وتقنيات الذكاء الاصطناعي وعلم البيانات لإيجاد الحلول والنجاح في الوصول إلى لقاح لمواجهة فيروس كورونا المستجد. 

نايلة الصليبي

الذكاء الاصطناعي يحلّ لغزاً عمره 50 عاماً
كان لتقنيات الذكاء الاصطناعي دور مهم في مواجهة جائحة كورونا المستجد وأيضاً في ابتكارات مهمة، ففي نهاية شهر تشرين الثاني يبدو أن فريق مختبر الذكاء الاصطناعي DeepMind التابع لشركة غوغل ومقره في لندن، نجح إلى حد بعيد، بحل لُغزٍ واجهه علماء الأحياء لأكثر من خمسين عاماً وهي “مشكلة طيّ البروتين “protein folding problem. البروتينات هي جزيئات بيولوجية تتكون من سلسلة من الأحماض الأمينية وهي من بين المواد الأساسية للخلايا الحية، كما هو الحال في أغشية الخلايا. كما أنها تشكل غالبية الإنزيمات التي تسمح للتفاعلات الكيميائية بتوفير وظائف حيوية. استيعاب الطعام، تصور الضوء، والدفاع ضد الميكروبات… يتم إنجاز كل هذا بفضل البروتينات.
يعرف البشر العديد من تسلسل الأحماض الأمينية وذلك بفضل تطوير الهندسة الوراثية. لكن هنالك العديد من الأنواع المختلفة من البروتينات، نحو 200 مليون من أنواع البروتين المعروفة في العالم، ويمكن العثور عليها في جميع الكائنات الحية. المشكلة الكبيرة في البروتينات أنه من الصعب للغاية تحديد هياكلها الثلاثية الأبعاد. حتى الآن، كانت الطريقة الرئيسية للحصول على نموذج عالي الوضوح لبنية البروتين هي التصوير البلوري بالأشعة السينية، وهي طريقة يمكن أن تستغرق ما يصل إلى عام لبروتين واحد. تمكّن برنامَج الذكاء الاصطناعي AlphaFold من DeepMind التنبؤ بالعديد من أشكال البروتين وتحديد شكل البروتينات، أي تحديد هياكلها الثلاثية الأبعاد. قد تساعد النمذجة التي يسمح بها AlphaFold ، على تخفيض النمذجة من عام إلى أيام، وأيضا بتفسير أفضل للاختلالات الناجمة عن طفرة الحمض النووي ، والتي تولد بروتينات غير طبيعية في العديد من الأمراض الوراثية. بذلك يفتح هذا الإنجاز أفاقاً جديدة لتكنولوجيا الطب والذكاء الاصطناعي.


لقاح فيروس كورونا المستجد من خلال الحمض النووي الريبي 
يعتبر اللقاح الذي طورته شركة فايزر الأميركية، بالتعاون مع شركة بيونتيك الألمانية إنجازاً مذهلاً في مجال البحوث الطبية. من بين 237 مشروعاً للقاح قيد التنفيذ حالياً، كانت هذه المبادرة الأولى في 9 تشرين الثاني 2020، تلتها شركة مودرنا الأميركية.تمكنت شركة بيونتيك من التوصل إلى اللقاح من خلال طريقة علمية تدعى mRNA.أو “مرسال الحمض النووي الريبي” messenger RNA.
عادة، تقوم اللقاحات التقليدية بالحصول على المعلومات الوراثية من الفيروس، وتزرعها في الخلايا. إلا أن طريقة الحمض النووي الريبي الذي يعتمد عليه اللقاح الذي توصلت إليه شركة بيونتيك لا تتطلب سوى الشفرة الوراثية للفيروس.
يستخدم اللقاح هذه التقنية الجديدة التي تحتوي كل حقنة منه على جسيمات نانوية دهنية – تحيط بشريط من مادة وراثية الرنا المرسال. تحمل المادة الوراثية مخططًا للبروتين الشائك المميز الذي يربط سطح فيروس كورونا المستجد. بعد حقنها في ذراع الشخص، تنقل الكبسولة الدهنية حمولتها إلى خلايا الجسم، ويوجه الحمض النووي الريبي الرسول تلك الخلايا لبناء بروتين سبايك، وهو ما يعلِّم الجهاز المناعي بشكل فعال كيفية التعرف إلى فيروس كورونا ومنع حدوث المرض. 

مضاد حيوي فعال ضد الجراثيم الخارقة المقاوِمة لجميع الأدوية
أعلن معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT) في شباط 2020، أنه اكتشف، بمساعدة تقنيات الذكاء الاصطناعي، مضاداً حيوياً فعالاً ضد الجراثيم الخارقة المقاومة لجميع الأدوية. من خلال استكشاف المكتبات الافتراضية الضخمة مع الملايين من الأبحاث الطبية، عثرت خوارزميات الذكاء الاصطناعي على تركيبة فعالة، واستكشفت أيضًا آليات مختلفة عن تلك المستخدمة من قبل المضادات الحيوية الحالية، مما يقلل من خطر تكيف البكتيريا. 
التفوق الكمّومي للصين 
تميزت الصين تقنياً عام 2020 بإعلانها تحقيق “التفوق الكمّومي أو quantum supremacyوالحوسبة الكمومية أو quantum computing حيث تمكن جهاز الكمبيوتر الكمّي النموذجي الصيني من تحقيق عملية حوسبة بحوالى ثلاث دقائق، والتي يتطلب حلها من قِبل أسرع كمبيوتر تقليدي في العالم أكثر من 600 مليون سنة. أي إن الكمبيوتر الكمّي النموذجي الصيني أسرع بنحو 100 تريليون مرة من أجهزة الكمبيوتر العملاقة اليوم. هذا يعني تقدم الصين على غوغل التي كانت قد أعلنت عن تفوقها عام 2019 وبأنها طورت جهاز كمبيوتر كمّومي يمكنه إجراء عملية حسابية في 200 ثانية التي كان من شأنها أن تستغرق نحو 10000 عام في أجهزة الكمبيوتر العملاقة Supercompuetr التقليدية لتصل إلى التفوق الكمّي. يزعم الباحثون الصينيون أن نموذجهم الأولي الجديد قادر على معالجة 10 مليارات أضعاف نموذج غوغل الأولي.

الصين في طليعة المنافسة في الفضاء وعلى الأرض 
عادت الصين للاستكشاف الفضائي. أرسلت بنجاح وكالة الفضاء الوطنية المسبار الصيني “شانغي 5” لجمع عينات من صخور من القمر من السطح ومن عمق مترين من الطبقات السفلى للقمر وحملها إلى الأرض. تعتبر المهمة الأولى من نوعها منذ 40 عاماً. وذلك بعد نجاح الصين في وقت سابق بإطلاق مركبة فضاء غير مأهولة، ما يشكل نجاحاً تكنولوجياً من شأنه السماح لبكين الشروع ببناء محطة فضائية على أن تنجز في العام 2022. ما يضع الصين من بين القوى الفضائية الكبرى، وهي تتقدم بفارق كبير على الهند وإثيوبيا والإمارات العربية المتحدة، من خلال إعادة العينات القمرية المأخوذة من سطح القمر والمرتقبة في أواسط كانون الأول2020. 

شمس اصطناعية صينية 
من الابتكارات الصينية المدهشة في نهاية عام 2020 كانت بلا شك تطوير الصين “شمساً اصطناعية”. حيث نجحت الصين في تنشيط مفاعل اندماج نووي للمرة الأولى. يستخدم الجهاز المتطور مجالاً مغناطيسياً قوياً قادراً على توليد بلازما بحرارة تتجاوز 150 مليون درجة مئوية؛ أي نحو 10 مرات أكثر حرارة من نواة الشمس. هذا الإنجاز التكنولوجي من المفترض أن يمهد الطريق للطاقة النظيفة، على غرار الشمس الحقيقية.
تحمل الشمس الاصطناعية اسم tokamak HL-2M، بنتها المؤسسة النووية الوطنية الصينية والمعهد الجنوبي الغربي للفيزياء.

عودة الولايات المتحدة إلى الفضاء بفضل إلون ماسك 
من الأحداث التي دمغت العام 2020 وتعتبر تاريخية، في 30 مايو 2020 نجاح أول رحلة مأهولة نحو محطة الفضاء الدولية (ISS)، ما يفتح عصراً جديداً للرحلات الفضائية مع عودة الولايات المتحدة ومن خلال شركة إلون ماسك الخاصة “SpaceX» وكبسولة Crew Dragon لأرسال رواد الفضاء للمحطة الدولية بدل اللجوء لخدمات وكالة الفضاء الاتحادية الروسية.إطلاق الإمارات العربية المتحدة “مسبار الأمل” للمريخ
في العالم العربي كانت هنالك إنجازات تقنية عدة أبرزها إطلاق الامارات العربية المتحدة في 19 تموز “مسبار الأمل”، أول مهمة فضائية عربية لاستكشاف المريخ.
هذه بعض من الأحداث والابتكارات في عالم التكنولوجيا، التي برأيي سيكون لها وقع في العام المقبل؛ وأيضاً للتذكير بالثورة التقنية التي تُحدِث تغيرات عميقة وبانتظام في حياة البشري المتصل. 

نايلة الصليبي

الحروب السيبرانية الصامتة والمدمّرة…

الحرب السيبرانية أو Cyber Warfare هي حرب غير معلنة، وهي من أبرز معالم الصراعات السياسية والتجارية بين الدول. فقد بات من الصعب تخيل صراع عسكري اليوم من دون أن يكون لهذا الصراع أبعاد إلكترونية سيبرانية، وأصبحت في صلب اهتمامات الأنظمة الدفاعية لأي صراع يمكن أن يطرأ في المستقبل.   من الناحية النظرية، فإن فعل الحرب الإلكترونية يعني الأنشطة الخبيثة من خلال شبكة الإنترنت المدعومة من دولة ما، والتي تستهدف البنى التحتية أو المنشآت والمؤسسات الحكومية والشبكات الصناعية والبحوث، وهي قادرة على تعطيل تشغيل البنية التحتية الحيوية مع الحد من خطر اندلاع صراع أو حرب جيوسياسية.

نايلة الصليبي

  برمجيات معقدة وأسلحة مدمرة في الحرب السيبرانية 

  تقوم بهذه الهجمات في الفضاء السيبراني مجموعات الكترونية متخصصة يمكن أن تكون مدعومة من الحكومات. غير أن أجهزة الاستخبارات الحكومية لا تقف دائماً وراء الهجمات التي تقوم بها مجموعات تعرف باسم التهديد المستمر المتقدم (Advanced Persistent Threat)؛ وبسبب العلاقة الهشة بين هذه المجموعات وبعض الحكومات، فإن الحدود بين التجسس الدولي والجرائم الإلكترونية التقليدية، باتت مبهمة وغير واضحة؛ وبالتالي لا يمكن لخبراء الأمن التأكد في شكل حاسم من دعم دولة ما للهجمات. ولا يتم تحديدها سوى بما يعرف بـ”درجة اليقين”.  

وسواء كان الهجوم الإلكتروني او السيبراني مرتبطاً مباشرة بوكالة حكومية أم لا، فقد تكون له عواقب مدمرة، لا سيما إذا استهدف بنية تحتية حيوية. إذا كانت البنية التحتية التي تديرها الدولة، شبكات الكهرباء، وما إلى ذلك، هي أهداف رئيسية، فقد تتأثر المصارف أو الشركات الكبيرة وايضاً شركات توفير خدمات الإنترنت. كذلك يمكن لمجموعة APT تنفيذ هجمات تستهدف المعاملات المالية عبر الإنترنت وبالتالي التلاعب بأسعار بعض الأسهم مع تداعيات اقتصادية كارثية محتملة.

  يمكن التذكير بفيروسات “ستاكسنت” و”فلايم” و”دوكو” و”شمعون” ومثيلاتها، والتي استهدفت قطاعات نووية ومصرفية وصناعية في الشرق الأوسط وإيران. فعمليات القرصنة الإلكترونية واختراقات أمن معلومات سببتا أضراراً توازي أضرار الهجمات العسكرية التقليدية.

  مجموعات التهديد المستمر المتقدم

عادت التقارير الأمنية لتسليط الضوء على مجموعة APT-41 الشهيرة، التي يقال إنها مرتبطة بالحكومة الصينية، والتي تستغل البلبلة التي تسببها فيروس كورونا المستجد لاستهداف مؤسسات حيوية كالمستشفيات والمختبرات الطبية.    يمكن التذكير بشبكة التجسس الشبح الصينية، GhostNet التي كُشفت عام 2009، وأيضاً المجموعة العسكرية الإلكترونية الصينية، الوحدة 61398 التي تعرف بـ”مجموعة شانغهاي” حيث مقر جيش التحرير الشعبي، والتي يقدر عدد أعضائها بـ 13000 وهي موازية في مهماتها لوكالة الأمن القومي National security Agnecy في الولايات المتحدة. إضافة إلى عدد من مجموعات التهديد المستمر المتقدم المتعددة في الصين.

كذلك الأمر بالنسبة إلى الولايات المتحدة، فبعد توالي عمليات القرصنة والهجمات الإلكترونية على المنشآت الصناعية والمؤسسات الإعلامية وشركات التكنولوجيا، قامت واشنطن بإنشاء وحدات خاصة عام 2013 لمواجهة التهديد الإلكتروني للأمن القومي الأميركي. ووضع خطط تحدد الأدوات والأطر القانونية لمواجهة ما بات يعتبر انتهاكاً وتهديداً للأمن القومي الأميركي.

تمتلك القوات الجوية الأميركية اثنتين من منظومات الأسلحة الإلكترونية تعملان بكامل طاقتهما للدفاع السيبراني. إضافة إلى مجموعة Equation Group السرية التي يشتبه بأنها من أكبر مجموعات القرصنة التابعة لوكالة الأمن القومي الأميركي.

كذلك وضع حلف شمال الأطلسي عام 2014، استراتيجية دفاع تتيح لأعضاء الحلف اتخاذ إجراءات ضد إي معتدٍ بما في ذلك استخدام القوة المسلحة، في حال تعرضت أي دولة في الحلف لهجمات أو اختراقات إلكترونية مدمرة. وأعلنت في عام 2016 أن الفضاء الإلكتروني أو السيبراني هو “منطقة عمليات operational domain ما يعني أن الدفاع الإلكتروني أو السيبراني بات جزءاً من الدفاع الجماعي. علماً أن ليس لدى حلف شمال الأطلسي قدرات مواجهة، بل فريق صغير للدفاع عن شبكاته الخاصة ويعتمد بشكل أساسي على بعض من أعضائه خصوصاً الولايات المتحدة وبريطانيا.

وفي هذا الإطار قررت الحكومة اليابانية تطوير فيروس معلوماتي، كأداة دفاعية تحت إمرة وزارة الدفاع في حال تعرضت اليابان لهجمات سيبرانية، تستهدف الوكالات الحكومية والمنشآت الحيوية وغيرها. جاء هذا الإعلان في الوقت الذي يطور فيه الجيش الياباني ويجدد عتاده للتكيف مع العصر الحديث، وبالتالي مواجهه التهديد العسكري المتزايد للصين في المنطقة. 

كذلك تصاعدت الاتهامات أيضاً لكوريا الشمالية مع مجموعات القرصنة التابعة لها كمجموعة Guardians Of Peace وLizard Squad وغيرها من الوحدات المشتبه بضلوعها بقرصنة مصارف ومحافظ العملات المشفرة وبعثرة برامج الفدية كبرمجية Wannacrypt التي عطلت عمل شركات عالمية لأيام عدة.

لا يمكن أيضاً أن نتجاهل الدور الروسي في الحرب السيبرانية بأوجهها المختلفة. بخاصة مع مجموعة القراصنة Fancy bear أو APT28. كُشف عن دور هذه المجموعة عند اختراق محطة التلفزة الفرنكوفونية TV5 monde، ومجموعة Fancy bear كانت أيضاً وراء اختراق خوادم “الحزب الديمقراطي الأميركي”، ونشطت أيضاً في شهر نيسان (أبريل) 2017 في شن عمليات قرصنة لتقويض حملة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الانتخابية. واتهمتها مؤخراً شركة “مايكروسوفت” بكونها وراء هجمات قرصنة على مختبرات بحوث لقاح كوفيد-19 في فرنسا، كندا، الولايات المتحدة، كوريا الجنوبية والهند.

علماً أن مجموعات قرصنة روسية أخرى عرفت باسم GreyEnergy لاستخدامها البرمجية الخبيثة التي تحمل الاسم نفسه وهي من نسق برمجيات مجموعة BlackEnergy لشن هجمات على شركات الطاقة والكهرباء قي بولندا وأوكرانيا حيث قطع التيار الكهربائي عن منطقة كاملة عام 2015.

أما في الشرق الأوسط، فالوحدة الأشهر هي وحدة Unit 8200 التي تعرف أيضاً باسم Central Collection Unit of the Intelligence Corps الإسرائيلية، بإضافة إلى قاعدة حرب الكترونية يمتلكها الجيش الإسرائيلي منذ عام 2004 للمراقبة وللتشويش والسيطرة على المجال الكهرومغناطيسي في محيط دول معينة.  كذلك أصبحت الهجمات الإلكترونية فصلاً جديداً من فصول المواجهة المستمرة بين الولايات المتحدة وإيران وبين إيران وإسرائيل.  

يصنّف خبراء الأمن السيبراني الجمهورية الإيرانية الإسلامية من بين الدول الخمس الأولى مع قدرات سيبرانية لمجموعات عالية الاختصاص والمهارات، فبعد عملية اختراق دودة “ستاكسنت” التي عطلت مفاعل بوشهر النووي الإيراني عام 2010 تم انشاء قيادة الدفاع الإلكتروني. وإيران لديها “المجلس الأعلى للفضاء السيبراني” وBasij Cyber Council. ومن المجموعات المعروفة منذ عام 2006 فريق Ashiyane Digital Security Team الذي يعتبر من المجموعات المُدرِبة والمرجع الأول للقوات السيبرانية الإيرانية.   كثيرون يذكرون الهجمات المدمرة والتجسس للأنظمة الحاسوبية في الإمارات والسعودية وتركيا وغيرها من دول الشرق الأوسط وأيضاً الولايات المتحدة وإسرائيل التي قامت بها مجموعة Chafer عام 2018 وكيف تمكن الإيرانيون عام 2011 من تحويل دفق المعطيات من الدنمارك إلى إيران ومن إيران إلى الدنمارك بحسب اعتراف اريك شميت المدير التنفيذي لغوغل آنذاك لقناة الـ CNN.   يعتبر بعض الخبراء والمراقبين أن الفضاء الإلكتروني أو السيبراني هو من الطرق الوحيدة للإيرانيين اليوم لقياس قوتهم بمواجهة قوة الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل.   يعني ذلك في النهاية تحول الحرب الباردة والصراع السياسي والتجاري بين الأقطاب في العالم إلى حرب سيبرانية مدمرة صامتة.

نايلة الصليبي

أدوات لمساعدة المستخدم على وقف تتبع المنصات الاجتماعية ومواقع الإنترنت

كثيرا ما تطرقتُ لموضوع حماية الخصوصية وأهمية الوعي لكيفية استعمال خِدْمَات الإنترنت المختلفة، التي هي أيضا مساحة مراقبة وتتبع من قبل شركات الإعلانات والمنصات الاجتماعية لجني الأرباح المادية، من خلال معرفة نشاط المستخدم، لتتعرف لعاداته وهواياته واحتياجاته واقتراح الإعلانات المناسبة. وأيضا هنالك نوع أخر من التتبع الذي تقوم به أجهزة المخابرات والمعلومات في الدول المختلفة.

نايلة الصليبي

موضوع الخصوصية متشعب ولديه تعقيداته الخاصة ويحتاج النقاش والمساءلة حول الجهات التي تتعقب نشاطنا، وماذا تفعل بالكم الهائل من البيانات التي تحتفظ بها والتي جمعت بعلمنا أو من دون علمنا؟ وهو موضوع قديم ومتجدد خاصة مع فضائح “فيسبوك “وغيرها من الشركات التي تجمع بيانات المستخدمين.

لدينا أدوات تساعدنا على الحفاظ على نوع من الخصوصية، أقترح هنا مجموعة من الإضافات لبرامج تصفح الإنترنت في جهاز الكمبيوتر. مثلا للذين يتعاملون مع “فيسبوك” ولا يرغبون أن تجمع هذه المنصة بياناتهم، أنصح بعدم استخدام التطبيق على الأجهزة المحمولة من هواتف و تابلتس، بل التعامل مع “فيسبوك” عبر الكمبيوتر من خلال برنامَج تصفح الإنترنت مع تحميل إضافةFacebook Container، مستوعب خاص لاحتواء منصة “فيسبوك” ومنعها من التلصص على ما يقوم به المستخدم وما هي الخدمات التي يستعملها والبرامج الخ.

حذرت مرارا من تتبع المنصات الاجتماعية المختلفة  عن طريق  أزرار المشاركة و الإعجاب على صفحات الويب المختلفة، كأزرار “فيسبوك“، “تويتر” “لينكد إن” وغيرها تحوي برمجيات تتبع تحركات و رصد ما يقوم به المستخدم على كل الصفحات التي تحوي هذه الأزرار.

لتحصين خصوصية المستخدم، كنت قد اقترحت إضافة Privacy Badger  التي تطورها مؤسسة الحدود الإلكترونية التي تعنى بحماية خصوصية وحرية مستخدمي شبكة الإنترنت.

تستبدل إضافة Privacy Badger هذه الأزرار بأزرار عطلت فيها برمجيات التتبع وتبرز على أزرار المنصات الاجتماعية ايقونة Privacy Badger. في حال لا يرى المستخدم هذه الأيقونة، يعني أن الإضافة لم تعطل التتبع. هنا يمكن للمستخدم أن تفعيل الحجب بنفسه واقتراح للإضافة ما يمكن حجبه أم لا.

عند زيارة المستخدم لمواقع الإنترنت تقوم إضافة “Privacy Badger” بدراسة المحتوى، فصفحة الإنترنت هي غالبا ما تكون مؤلفة من محتويات من مصادر مختلفة، يمكن أن تحتوي مثلا على مقال رئيسي من موقع إخباري، وإعلانات من شركة اعلان متخصصة، والتعليقات هي خدمة من “طرف ثالث” يتعامل مع المؤسسة الإخبارية.

فتحتفظ إضافة Privacy Badger بمصادر المحتوى وتراقب المصادر التي تتبع نشاط المستخدم وتقوم بحجبها تِلْقائيًا.

كما تقوم بحجب برامج التتبع الـ trackers. ما يدعم مِيزة طلبات الامتناع عن التتبع “do not track me” التي يفعلها المستخدم في برنامَج تصفح الإنترنت. كثيرٌ من شركات الإعلانات والمنصات الاجتماعية لا تحترم هذه الطلبات وتتطفل على خصوصية المستخدم.

من الأدوات الأخرى إضافة Cliqzالتي تمنع آليات الاستهداف الإعلانية من تتبع ما قام به المستخدم على الشبكة من بحوث في محركات البحث أو المواقع التي زارها وعلى ماذا نقر.

هذا وتساعد أيضا إضافة Cliqz على مواجهة عمليات التصّيد او الـ Phishing من خلال منع البرمجيات والشيفرات الخبيثة من استرداد التعريف وكلمات المرور التي تستخدم لمختلف خدمات الإنترنت. كما تتيح اضافة Cliqz للمستخدم إخفاء موقعه الجغرافي والقيام بعمليات البحث  عن طريق شبكة بروكسي. وهي من تطوير Ghostery التي هي بدورها إضافة للتصفح الخفي على الإنترنت.

للذين يرغبون بوقف الإعلانات والنوافذ القافزة ويمكن التعامل مع إضافات، أخرى كـ AdBlockPlus ،Ghostery، Disconnect، وغيرها من الإضافات.

أخيرا لكشف المواقع التي تتعقب زائر الشبكة يمكن تثبيت أضافة Lightbeam لمتصفح “فايرفوكس“.

أذكر أنه ليس هنالك من حماية كاملة مئة بالمئة، الحماية الأولى هي الوعي في كيفية استخدام أدوات الإنترنت.

نايلة الصليبي

البلاي ستيشن 5 الثورية من سوني ضحية المشاكل التقنية

هل أنتم من المحظوظين الذين تمكنوا من الحصول على منصة الألعاب الـ Next -Gen من سوني بلاي ستيشن 5؛ التي أشعلت المزادات وأدت إلى انتشار السماسرة scalpers الذين استخدموا البوتس لرصد المواقع التجارية وحصد منصات الألعاب البلاي ستيشن 5 المتوفرة، ثم بيعها بسعر مرتفع جدا فاق 15ألف يورو على مواقع التجارة الإلكترونية المتخصصة.

نايلة الصليبي – sony

أخرت جائحة كورونا شركة سوني من تصنيع بلاي ستيشن 5 وتأمين تسويقها. ويبدو أنها ليست المشكلة الوحيدة التي واجهت إطلاق البلاي ستيشن 5، إذ يبدو أنها أيضا ضحية المشاكل التقنية، فقد نقل عدد كبير من المستخدمين على المنصات الاجتماعية خاصة Reddit عن أخطاء تنزيل الألعاب التي لا نهاية لها، ومشكلة  أخرى مزعجة في البلاي ستيشن 5، عند تشغيل “وضع الراحة” Rest Mode ، تتوقف البلاي ستيشن5 عدة مرات، بعد فترة معينة من اللعب أو خلال اللعب، على أساس توفير الطاقة. ونتيجة ذلك تظهر رسائل الخطأ، في كل مرة يقوم المستخدم بإعادة تشغيل منصة البلاي ستيشن 5. وتظهر رسائل خطأ أيضا عند وصل جهاز التحكم DualSense، الذي حسب بعض المستخدمين يعاني بدوره من مشكلة الشحن بالطاقة.

واجه مستخدمون آخرون مشاكل في الخروج من “وضع الراحة” أثناء توصيل قارئ أقراص خارجي.

 كثيرون كتبوا أن إعادة تشغيل منصة بلاي ستيشن 5 حل المشكلة.

كذلك تم الإبلاغ عن مشكلة أخرى مزعجة جدا على منصتي ResetEra  و Reddit، فالعديد من اللاعبين واللاعبات لاحظوا انطلاق قارئ قرص الألعاب بين فترات متقطعة، كل ساعة بالنسبة للبعض، كل 15 دقيقة للآخرين. حتى لو كان فارغا ولا يحتوي على قرص اللعب، مما يسبب ضوضاء عالية للغاية مثيرة للقلق، ويقول اللاعبون أنهم لا يستطيعون فتح قارئ الأقراص.

كذلك اشتكى بعض اللاعبين من بقعة سوداء وكأنها أثار حريق، يمكن أن تكون نتيجة ارتفاع غير طبيعي في درجة حرارة منصة ألعاب سوني.

فالمشاكل على مستوى البرمجيات software، من المتوقع أن تقوم سوني بنشر التحديثات لتصحيح الهفوات، كما أعلنت عن رفع فعالية مروحة التبريد. في التحديثات المقبلة.

أما إذا كان لا بد من إعادة منصة الألعاب البلاي ستيشن 5 للمتجر أو لمندوب الشركة لاستبدالها …  أنصحكم بالصبر

نايلة الصليبي

الذكاء الاصطناعي حل لغز عمره 50 عاما لمشكلة طيّ البروتين

منذ خمسين عاما تواجه علماء الأحياء معضلة حل لغز “مشكلة طيّ البروتين“- “protein folding problem” ؛ وإذا بإعلان عن إنجاز تقني باهر بحل هذا اللغز الذي سيؤدي إلى اكتشافات طبية جديدة وبعلاج أسرع للفيروسات.

نايلة الصليبي

 تذكرون مع بداية جائحة كورونا المستجد نقلت لكم تفاصيل المشروع المعلوماتي التشاركي “Folding@Home”، لإنشاء أقوى جهاز كمبيوتر افتراضي في العالم، لتوحيد الموارد المعلوماتية وقدرات الأجهزة الحسابية من أجل تسريع وتيرة الأبحاث لإيجاد علاج لفيروس كورونا المستجدّ. مركز المشروع جامعة واشنطن في سانت لويس الذي يشرف عليه الدكتور غريغ بومان، أستاذ الكيمياء الحيوية والفيزياء الحيوية الجُزيئية.

ساعد مشروع “Folding@Home” على زيادة القدرات الحسابية لهذا الكمبيوتر الخارق الافتراضي بحوالي 400 petaflops، كل بيتا فلوب يوازي مليون مليار عملية حساب في الثانية، مما يجعل هذا الكمبيوتر الخارق الافتراضي أقوى 3 مرات من أفضل أجهزة الكمبيوتر العملاقة في العالم.

في حينه أعلن غريغ بومان عن دفعة جديدة من محاكاة فحص الجزيئات الصغيرة لفيروس كورونا المستجدّ، ستساعد هذه المحاكاة على تحديد أولويات الجزيئات التي سيتم توليفها وتصويرها من المشاركين في مشروع COVID Moonshot التي تهدف إلى تطوير علاجات جديدة بسرعة ضد البروتياز الفيروسي الرئيسي لفيروس كورونا المستجدّ.

للبروتينات أشكال ثلاثية الأبعاد فريدة من نوعها، وإذا تمكن الباحثون من التنبؤ مسبقا بالشكل الذي يتخذه البروتين، فهم سيعرفون بشكل أفضل ما هي الوظيفة التي يؤديها، التي يمكن أن تساعد في مكافحة مجموعة كاملة من الأمراض وفي تطوير أدوية جديدة، بما في ذلك ضد وباء كورونا المستجد.

يبدو أن فريق مختبر الذكاء الاصطناعي DeepMind التابع لشركة غوغل ومقره في لندن، قد نجح إلى حد بعيد بحل مشكلة التنبؤ مسبقا  بالشكل الذي يتخذه البروتين. تمكن برنامَج AlphaFold من التنبؤ بالعديد من أشكال البروتين وتحديد شكل البروتينات بنفس الدِّقَّة وبوقت أقصر من الذي تحدد بها الأساليب الأكثر تكلفة التي تتطلب وقتا طويلا في المختبرات.

فهنالك العديد من الأنواع المختلفة من البروتينات، نحو 200 مليون من أنواع  البروتين المعروفة في العالم، ويمكن العثورعليها في جميع الكائنات الحية. والمشكلة الكبيرة في البروتينات أنه من الصعب للغاية تحديد هياكلها الثلاثية الأبعاد.

قام الباحثون في DeepMind بتدريب خوارزميتهم خلال بضعة أسابيع، باستغلال حَوَالَيْ مِائَةٍ وَسَبْعِينَ أَلْفَ نموذجًا من هياكل البروتين وأشكالها من قاعدة بيانات بنك بيانات البروتين بالإضافة لقواعد البيانات الكبيرة التي تحتوي على تسلسل البروتين من بنية غير معروفة.  وتم تشغيل ما يعادل 100 إلى 200 وحدة معالجة processor، مع كَمَيَّة متواضعة من قوة الحوسبة. ما أدى إلى إنتاج نظام تنبؤات للبنية المادية الأساسية للبروتين قوي، قادرعلى تحديد هياكل البروتين في غضون أيام وبدقة عالية.

وجاء ذلك ضمن مسابقة تقترحها منظمة CASP – Critical Assessment for Structure Prediction وهي منظمة التجارِب المجتمعية من مهامها تسريع الحلول للمشاكل البحثية التي تحاول حل لغز البروتين منذ عام1994.

النماذج الثلاثية الأبعاد من البروتينات التي تولدها AlphaFold هي أكثر دِقَّة من النماذج التي جاءت من قبل مما يمثل تقدمًا كبيرًا في أحدى أكبر التحديات في علم الأحياء وبذلك يفتح هذا الإنجاز أفاقا جديدة لتكنولوجيا الطب و الذكاء الاصطناعي.

نايلة الصليبي

خوارزميات الذكاء الاصطناعي للكشف عن… السخرية

تُدخِل تقنيات الذكاء الاصطناعي تحولات عميقة في مجتمعاتنا ومفهومنا للبشري بشكل عام، فمن خوارزميات تدير المنصات الاجتماعية وتطبيقات مساعدة في الهواتف الذكية إلى الأدوات والمنازل الذكية والخوارزميات الطبية والمالية وأيضا العسكرية والأمنية للتعرف على ملامح الوجه، الذكاء الاصطناعي في كل مكان وفي كل الابتكارات وندخل مرحلة جديدة في تحليل المشاعر البشرية من خلال خوارزميات الذكاء الاصطناعي.

nayla salibi

وأخر الأبحاث تتعلق بالمشاعر البشرية الأكثر تعقيدا في التعرف على ملامحها الا وهي السخرية.  

في هذا الإطار نشرت الأكاديمية الصينية للعلوم ومعهد هندسة المعلومات في بكين، أبحاثا لتصميم خوارزميات ذكاء اصطناعي للكشف عن أي شكل من أشكال السخرية. فقد جمع الباحثون مجموعة كبيرة من البيانات من منصة “تويتر“، والتي صنفوها على أنها مكانا للسخرية، بعد ذلك تقوم الخوارزميات بالبحث في تلك البيانات عن التناقضات بين الصورة والنص ثم تجمع النتائج لإنشاء التوقعات.

فقد قام الباحثون بدراسة الفروقات أو التناقضات فيما سموه بالعاطفة في التغريدات بين النصوص والصور المنشورة. وتحليل الوسومات أو هاشتاغ في نص التغريدة لتقييم العاطفة التي ينوي المستخدم نقلها من خلال علامات التصنيف الخاصة به.

حقق هذا النموذج من الذكاء الاصطناعي الذي صممه الباحثون الصينيون معدل دقة خلال الاختبار يبلغ نسبة  86%، مقارنة بنسبة 83% لنموذج مماثل صدر عام 2019

هذا وكان قد قام عدد من الباحثين من جامعة ميشيغان وجامعة سنغافورة باختبارات حول السخرية. استخدموا فيها نماذج من اللغة الطبيعية ومشاهدات يحللها الكمبيوتر للكشف عن السخرية في البرامج التلفزيونية. وقد صادقت جمعية اللسانيات الحاسوبية Association for Computational Linguistics ،على صحة هذا الاختبار  و هي جمعية علمية  في المعالجة اللغوية التلقائية،أنشئت في عام 1962.

تقنية الذكاء الاصطناعي الصينية هذه يمكن دمجها اليوم بشكل كامل في حلول تسمى بالاستماع الاجتماعي social listening، وهو مفهوم يقوم على تحليل محتوى المنصات الاجتماعية لفهم الفروق الدقيقة في لهجة المنشورات، وهي ممارسة ليست سهلة لمعظم أدوات التحليل المتوفرة اليوم.

هذا يعني أن الاختبار الصيني الذي يعتمد فهم التناقض الذي يعتبر من الملامح الرئيسية للسخرية؛ سيفتح الطريق لاختبارات أخرى لفهم التناقض في اللغة الطبيعية، أي بمعنى أخر تمكن الخوارزميات فهم المشاعر البشرية من خلال اللغة البشرية الطبيعية.

فالاختبارات والابتكارات في تقنيات الذكاء الاصطناعي باتت مفتوحة على كل الاحتمالات الممكنة للفضول العلمي البشري.

شركة “زووم” تواجه عمليات الاختراق ZoomBombing

أجبر فيروس كورونا المستجدّ الكثير من الشركات والمؤسسات للجوء  للعمل عن بعد واجراء اللقاءات والاجتماعات عبر خدمات الإنترنت وأيضا دورات التدريب عن بعد. عندها ذاع صيت خدمة تطبيق “زووم” للمكالمات المرئية والتواصل والاجتماعات الافتراضية.

مع انتشار استخدامه انكشفت عيوبُه التقنية. وبدأت تحذيرات خبراء أمن المعلومات من مخاطر الاعتماد على خدماته، إذ يعتبرونه “كارثة على الخصوصية”، خاصة بعد فضح سوء استخدام الشركة المطورة لبيانات المستخدمين. منها مثلا كشف نقل شركة “زووم” لبيانات المستخدمين لشركة “فيسبوك”.

كذلك انتشرت حالات قرصنة اجتماعات الفيديو التي عرفت باسم “ZoomBombing “، حيث يتسلل القراصنة “Zoombombers” إلى اجتماعات الفيديو، ويعطلون الاجتماعات من خلال بث فيديوهات اباحية وافتراءات عنصرية أو تهديدات. كذلك أدى عدم وجود تشفير آمن للمكالمات وللتطبيق إتاحة الوصول الخفي لأطراف ثالثة إلى كاميرات الويب الخاصة بالمستخدمين.

في ظل التحذيرات من مخاطر استخدام هذا التطبيق ومَنْعِ عدد كبير من الحكومات والمؤسسات الرسمية موظفيها من تحميل التطبيق. قامت شركة “زووم” بتحويل كل مواردها لمعالجة قضايا الأمن والسلامة التي تم كشفها في التطبيق. 

في هذا الإطار نشرت شركة “زووم” بداية أكتوبر 2020 أداة At-Risk Meeting Notifier تقوم شركة زووم من خلالها بإجراء مسح لمنشورات المنصات الاجتماعية ومواقع الويب لكشف رَوابِطِ اجتماعات زووم التي تمت مشاركتها بشكل عام. وفي حال كشف هذه الأداة اجتماعًا يبدو أنه معرضٌ لخطر الاختراق تقوم بتنبيه صاحب الحساب تلقائيًا عبر البريد الإلكتروني وتقترح النصائح حول ما يجب القيام به.

يمكن أن تتضمن هذه النصائح حذف الاجتماع المعرض للخطر وإنشاء اجتماع جديد مع معرف اجتماع جديد meeting ID، تمكين إعدادات الأمان، أو اقتراح اجتماع فيديو على شبكة الإنترنت Zoom Video Webinars أو من خلال خدمة OnZoom.

كذلك أعلنت شركة “زووم”، عن تفعيل ميزة “زر الأمان” تساعد المستخدمين على التخلص من المخترقين Zoombombers، دون إزالة هذا الخطر بشكل تام. ففي حال تمكن أي قرصان من اختراق اجتماع فيديو، يمكن للمنظم والمشاركين تَعْليقُ الاجتماع فورا بالضغط على زر الأمان Security icon, (رمز درع مع قفل) ثم اختيار “Suspend Participant Activities “تعليق أنشطة المشاركين “. بذلك ستتوقف جميع الأنشطة في الاجتماع، الأنشطة المرئية والصوتية والدردشة أثناء الاجتماع والتعليق التوضيحي ومشاركة الشاشة وأيضا تتوقف عملية تسجيلُ الاجتماع. ويتم إرسالُ إشعارٍ إلى “زووم”. من شأن هذه الميزة وقفُ عمليةُ الــ ZoomBombing. وبعد التخلص من الــ Zoombombers، يمكن للاجتماع أن يَسْتَأْنِفَ مَسارَهُ الطبيعيَ .

ميزة زر الأمان متاحة لجميع المستخدمين، أي الذين يستعملون الخدمة مجانا والخدمة المدفوعة.

غير أن من أفضل الطرق للحفاظ على اجتماع فيديو من خلال زووم بشكل آمن هو عدم  مشاركة معرف الاجتماع meeting ID أو رمز المرور على أي منتدى عام أو موقع ويب، بما في ذلك المنصات الاجتماعية.

نايلة الصليبي