اللصوص أيضا يراقبون شبكات التواصل الاجتماعي

أصبحت شبكات التواصل الاجتماعي بدورها أداة من أدوات عمل اللصوص لتتبع ضحاياهم المحتملين والسطو على المنازل بسهولة.إنه استخدام غير متوقع لوسائل الإعلام الاجتماعي.

 
 
 
مع توسع انتشار استخدام شبكات التواصل الاجتماعي، باتت المعلومات الهائلة التي ننشرها تسمح، وأكثر من أي وقت مضى، بوصول اللصوص لمعلومات محددة عن مكان إقامتنا وعن محتوى منازلنا وعن تنقلاتنا، ويغيب عن ذهن المستخدم أن هذا الإعلام الاجتماعي هو مكبرات للصوت وأن المعلومات التي ننشرها إن لم تكن محمية تصل للعامة.
 
 
 
 
 
 
أصبحت شبكات التواصل هذه، في بعض الأحيان، أداة لإرضاء الغرور وتعزيز الأنا النرجسية، فنكشف عن كل شاردة وواردة في حياتنا للتباهي.
 
بينت دراسة نشرت على موقع All Twitter ، وهو موقع يرصد محتوى تويتر، أن 75 بالمئة من اللصوص الذين قبض عليهم في بريطانيا اعترفوا باستخدامهم المعلومات المنشورة على مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة مواقع “فيس بوك” و “تويتر” و “فورسكوير“، لتحديد ضحاياهم وتحديد الأهداف لعمليات السطو والسرقة لمنازل معينة. وهؤلاء اللصوص يعتقدون أيضا أن زملاءهم خارج القضبان، معظمهم، يستخدم نفس الأسلوب لتحديد أهداف سرقاتهم.
 
هذا يعني أن استخدامنا لشبكات التواصل الاجتماعي والثرثرة التي نقوم بها دون تحفظ، تجعلنا عرضة للمراقبة ليس فقط من قبل PRISM وإنما أيضا من قبل اللصوص.
 
على سبيل المثال، مستخدم فخورٌ بآخر جهاز تقني اقتناه، يضع صورة ومواصفات الجهاز على مدونته أو على صفحة “فيس بوك” أو على موقع مشاركة الصور، فيثير انتباه وجشع اللصوص المحتملين، الذين يبدأون عملية التسكع الرقمي لتتبع هذا المستخدم الفخور، أولا من خلال البحث عن مكان إقامته من خلال بيانات تحديد الموقع التي تشي بها مختلف منصات التواصل الاجتماعي، ومن ثم يحددون موقع الإقامة عبر Google Map، و يستكشفون محيط المكان المستهدف عبر التسكع إفتراضيا من خلال Google Street View من دون إثارة الشكوك. كما يمكن من خلال عملية بحث صغيرة عبر الإنترنت لتاريخ حساب المستخدم ، تكشف للصوص أمكنة تحرك المستخدم وعاداته.
 
فهنالك فئة من المستخدمين تتباهى بتحديد وجهة تنقلاتها المختلفة على موقع “فورسكوير” أو حتى على موقع “فيس بوك”، كتحديد استخدامهم لوسيلة نقل معينة أو تواجدهم في صالة شرف شركة طيران ما. هذا بالإضافة إلى مجموعة الصور على موقع “انستغرام” وغيرها من مواقع مشاركة الصور، فيدرك اللصوص من خلال بيانات ” فورسكوير” مثلا من هي فئة الأشخاص اللذين يتواجدون بشكل مستمر خارج منازلهم ومن هم أعضاء عائلتهم وأصدقاءهم، من خلال محرك البحث الدلالي semantic على موقع “فيس بوك” Graph Search الذي يكشف شبكة علاقات كل مستخدم خاصة الذين لديهم صفحة مفتوحة وغير محمية.
 
هذا و لا ننسى الـ Exif Meta Data وهي المعلومات المحفوظة في الصورة والتي تبوح بمختلف المعلومات عن المستخدم، فمثلا آلة تصوير جهاز “الآي فون” تضيف تلقائيا على الصورة بيانات مكان تواجد المستخدم . تزيل مواقع “فيس بوك” و”تويتر” و”إنستغرام” بيانات الـExif Meta Data من الصور المحملة على منصاتها، غير أن المواقع الأخرى لا تقوم بذلك.
 
بطبيعة الحال هذا غيض من فيض والنصيحة الأولى والأخيرة هي تخفيف الثرثرة على شبكات التواصل الاجتماعي عن الأمور الشخصية، أما الأدوات التي يجب التنبه إلى طريقة استخدامها مثلا: عدم تفعيل خدمات تحديد الموقع في مختلف المنصات التي تستخدمون وعدم السماح لأصدقاء الأصدقاء بالولوج إلى صفحتكم على “فيس بوك”. وعدم الإعلان عن نيتكم بالسفر والعمل على نشر صور الإجازة بعد العودة من الإجازة. أخيرا تقييم المعلومات التي ننشرها على مواقع التواصل الاجتماعي، حاولوا مثلا أن تجمعوا البيانات وأن تتبعوا بصماتكم الرقمية، سترون كمية المعلومات التي ننشرها أحيانا دون أن ندرك أبعاد ما نقوم به.
 
نايلة الصليبي